جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
184530 مشاهدة print word pdf
line-top
عظمة العرش والكرسي دليل على عظمة الله

...............................................................................


والدليل أيضًا عظمة مخلوقاته؛ العرش الذي أخبر بأنه استوى عليه في قوله: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ وفي قوله تعالى: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا هذا العرش خلق من خلقه. ورد عظمة العرش وورد أيضًا عظمة الكرسي، وذكروا أنه كالمرقاة بين يدي العرش. الكرسي كالمرقاة بين يدي العرش، وقيل: الكرسي مثله موضع القدمين، والعرش لا يقدر قدره إلا الله فإذا كان العرش يتسع للسماوات والأرض كما قال بعض السلف.
وورد في الحديث ما السماوات السبع والأرضون السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس أي: في المجن الذي يلبس فوق الرأس، وكذلك نسبة الكرسي إلى العرش ما الكرسي في العرش إلا كحلقة ألقيت في أرض فلاة .
وهكذا قالوا أيضًا: نسبة هذه المخلوقات السماوات والأرض وما فيهما وما عليهما إذا نسبت إلى بقية مخلوقاته كانت بمنزلة خيمة بنيت في صحراء. ماذا تشغل هذه الخيمة من هذه الصحراء المترامية الأطراف؟
فذكر هذه الأدلة التي تدل على عظمة الله تعالى ليستحضر كل العباد عظمة ربهم، ولا شك أنهم متى استحضروا عظمته تعالى فإنهم يخافونه كل الخوف، ويرجونه كل الرجاء، ويعظمونه بكل أنواع التعظيم، ويعبدونه حق عبادته، وينيبون إليه، ويتوبون إليه، ولا يخرجون عن طاعته طرفة عين، ولا يتجرءون على معصيته بل يبقون طوال حياتهم وهم معترفون له بأنهم خلقه، وبأنه خالقهم وربهم ومالكهم، وبأنه الذي يدبرهم كيف يشاء، وبأنهم لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًّا فضلاً عن أن يملكوا شيئًا لغيرهم، فهذا هو السر في الكلام على عظمة الله أو على ما يدل عليه، والأدلة على ذلك موجودة في هذا الكتاب وفي غيره، ومتكررة، ومتواترة.
يقال: إن عظمة المخلوق دليل على عظمة الخالق، وإن من عرف عظمة الخالق عظمه سبحانه بمعنى أنه يعترف له بأنه الذي يستحق التعظيم، والتعظيم هو التواضع له، والتذلل بين يديه، وعبادته حق العبادة، والخوف منه، ورجاؤه، والاعتماد عليه، واعتقاد أنه هو السميع البصير، وأنه بكل شيء عليم، وأنه على كل شيء قدير إلى غير ذلك من بقية صفاته التي يعترف بها المؤمنون، ويأخذونها من أدلتها التي ذكرنا.
والآن نواصل القراءة.

line-bottom