شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
ذكر الملائكة وحملة العرش منهم
...............................................................................
بعد ذلك خلق العرش، والصحيح أن العرش هو أول المخلوقات؛ ولذلك خصه بالاستواء عليه وهو أول ما خلقه من هذه المخلوقات كما يشاء، ولا شك أن العرش يعتبر أول هذه المخلوقات، ويعتبر أعظمها إذا كانت السماوات السبع والأرضون في الكرسي كدراهم سبعة ألقيت في ترس، والكرسي بالنسبة إلى العرش كحلقة ملقاة بأرض فلاة أي: بفلاة من الأرض فماذا تكون نسبة هذه المخلوقات إلى العرش؟ إذًا فالعرش لا يقدر قدره إلا الله. العرش في اللغة هو سرير المَلك السرير الذي يستوي عليه ملوك الدنيا كما قال تعالى عن بلقيس: اسم> رسم> إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ قرآن> رسم> فعرشها سرير كانت تجلس عليه كما يجلس الملوك على سررهم، وكذلك حكى الله عن يوسف اسم> لقوله تعالى رسم> وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ قرآن> رسم> أي على السرير الذي يجلس عليه الملوك، ثم إنه تعالى أخبر بأن له هذا العرش ووصفه بصفات تبين أنه مخلوق وأنه قد خصه بالاستواء فوصف أن له حملة قال تعالى: رسم> وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ قرآن> رسم> وهؤلاء هم من الملائكة أعطاهم الله تعالى قوة على حمل هذا العرش مع عظمه، ولكن هم كما خلقهم الله لا يقدر قدرهم إلا الله.
ورد في بعض الأحاديث قال صلى الله عليه وسلم: رسم> أذن لي أن أحدث عن ملك ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة خمسمائة سنة متن_ح> رسم> وذكر أن حملة العرش هم أربعة، وفي يوم القيامة يكونون ثمانية وكذلك أخبر بعبادتهم قال تعالى: رسم> الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا قرآن> رسم> أخبر بأنهم يحملون العرش وقال تعالى: رسم> وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ قرآن> رسم> أخبر بأنهم حافين من حوله أي أنه لا يحيط به إلا خالقه سبحانه.
مسألة>