شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
172159 مشاهدة print word pdf
line-top
عجائب صغار المخلوقات تدل على عظمة الله

...............................................................................


وكذلك أيضًا صغار المخلوقات فيها أيضًا عجائب لا يدركها إلا الذي خلقها، لو تأملنا مثلًا في خلق هذه البعوضة؛ الناموسة التي هي من أصغر ما نشاهده من المخلوقات هذه البعوضة لها عينان تبصر بهما أقوى بصرًا من الإنسان بحيث إنها تبصر مسام الجلد المسام التي يخرج منها العرق؛ ولذلك تنزل عليها لدقتها وتغرس فيها هذا المنقار الذي هو أشبه بالحربة تغرسها ثم تصل إلى الدم، وتمتص منه شبيه بخرطوم أكبر المخلوقات التي نشاهدها وهو خرطوم الفيل لها خرطوم شبيه بخرطومه تغرسه. من الذي علمها أن هذا المكان الرقيق هو الذي يمكن أن يخرقه خرطومها؟ لها أرجل، ولها أيدي، ولها أمعاء تصرف فيها ذلك الطعام الذي تمتصه. فالذي خلقها على هذه الصغر وجعل فيها هذه الأعضاء قادر على أن يخلق كل شيء ولا يعجزه شيء.
إذا عرفنا عظمة هذه المخلوقات التي أخبر الله تعالى عنها، وفصلت في الأحاديث وفي الآثار فإن عظمتها تدل على عظمة الخالق؛ الخالق لكل شيء و الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى يعني هدى كل مخلوق إلى ما يصلح حالته، وجعل لكل مخلوق رزقًا يقتات به، وسخر لكل منها ما تبقى معه حياته.
ومع ذلك فإنه سبحانه رقيب على عباده: وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا أي: مراقب لهم عالم بأحوالهم وصف نفسه بالعلم في قوله تعالى: وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا ورقة من أوراق الأشجار التي هي على وجه الأرض ما تسقط من ورقة إلا يعلم متى تسقط وسبب سقوطها وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ حبة ولا أصغر شيء يدركه البصر وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ .

line-bottom