إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
shape
كتاب الروض المربع الجزء الثاني
112300 مشاهدة print word pdf
line-top
لا يبطل الإحرام بالإبطال

ولا يفسد إحرامه برفضه بل هو باق يلزمه أحكامه،وليس عليه برفض الإحرام شيء؛ لأنه مجرد النية.


إذا قال: خلاص، أنا لا حاجة لي في هذه العمرة سوف أتركها وأبطلها، هل تبطل؟ لا تبطل بل هو باق على إحرامه دائما عازم النية: لا حاجة لي في هذه العمرة ولكنه ما خلع الإحرام، ولا فعل محظورا. هل يلزمه شيء بالنية؟ ما يلزمه، مجرد النية ما يلزمه فيها. لو قال: أنا أبطل إحرامي ولكنه ما بطله، لم يلبس مخيطا ولم يغط رأسه، ولم يتطيب ولا فعل شيئا من المحظورات، ففي هذه الحال لا شيء عليه، ولا تضره نية الإبطال. نعم.

line-bottom