(يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
كتاب الروض المربع الجزء الثاني
92227 مشاهدة
لا يبطل الإحرام بالإبطال

ولا يفسد إحرامه برفضه بل هو باق يلزمه أحكامه،وليس عليه برفض الإحرام شيء؛ لأنه مجرد النية.


إذا قال: خلاص، أنا لا حاجة لي في هذه العمرة سوف أتركها وأبطلها، هل تبطل؟ لا تبطل بل هو باق على إحرامه دائما عازم النية: لا حاجة لي في هذه العمرة ولكنه ما خلع الإحرام، ولا فعل محظورا. هل يلزمه شيء بالنية؟ ما يلزمه، مجرد النية ما يلزمه فيها. لو قال: أنا أبطل إحرامي ولكنه ما بطله، لم يلبس مخيطا ولم يغط رأسه، ولم يتطيب ولا فعل شيئا من المحظورات، ففي هذه الحال لا شيء عليه، ولا تضره نية الإبطال. نعم.