الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
كتاب الروض المربع الجزء الثاني
124020 مشاهدة print word pdf
line-top
الإسلام يسقط الجزية

ومن أسلم بعد الحول سقطت عنه.


لو أسلم أحدهم بعد الحول قبل أن يدفعها سقطت عنه، ولو بعدما وجبت؛ لأن الإسلام ليس هدفه منهم المال وإنما هدفه: تعريفهم بأحكام الإسلام وبسماحة الإسلام وبموافقته للعقل والفطرة، فإذا أسلم في آخر الحول ولو بعدما وجبت عليه لو أسلم في آخر يوم من السنة فإنها تسقط عنه، وإذا قلت: يمكن أن يتخذها حيلة، نقول: حتى ولو كان، حتى ولو اتخذها حيلة؛ ذلك لأنه إذا دخل في الإسلام ودان به عاملناه معاملة المسلم، فإذا كفر بعد ذلك؛ فإنه يقتل؛ ما يقر على دينه الذي كان عليه قبل ذلك. يخبر ويقال له: نحن نقبل إسلامك ونسقطها عنك، ولكن اعلم وافهم أنك إذا رجعت إلى دينك الذي تركته واعترفت بالإسلام دينا؛ أنك تعامل معاملة المسلم المرتد. المسلم الذي منا ومن أولادنا أو من جلدتنا إذا كفر وبدل دينه فإنه يقتل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه فهذا لا شك أنه سوف يردعه؛ يردعه إذا كان إسلامه لأجل الحيلة أن يسلم. يقول: إذا كنت سوف أقتل إذا رجعت إلى ديني فسوف أبقى على ديني وأبذل الجزية، أما كوني أسلم وتسقط عني الجزية، ثم إذا رجعت إلى ديني قتلت فلا حاجة لي في هذه الحيلة.
إن استمر على الإسلام عومل معاملة المسلمين، وإن قال: أريد الرجوع إلى ديني الذي أنا كنت عليه قيل له: لا نمكنك؛ نعاملك معاملة المسلم، إما أن تتوب وتعتنق الإسلام وإما أن تقتل. أما لو لم تدخل في الإسلام أصلا لأبقيناك على ما كنت عليه. نعم.

line-bottom