لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
كتاب الروض المربع الجزء الثاني
92209 مشاهدة
منع أهل الذمة من إظهار أكل وشرب بنهار رمضان

ومن إظهار أكل وشرب بنهار رمضان.


وذلك لأنا نأخذ عليهم أن يلتزموا بأحكام الإسلام، وإذا كانوا لا يصومون معنا فإنه يلزمهم أن يحترموا صيامنا؛ فلا يجوز لهم أن يأكلوا علنا في نهار رمضان أو يشربوا علنا أمام الناس في نهار رمضان، وإذا كان لهم مطاعم عامة يعني: يردها الناس فإنهم يغلقونها في نهار رمضان. أي: لا يأكل أحدهم علنا؛ بل من أراد أن يأكل منهم فليدخل في أقصى داره وليأكل كما يريد، أما تمكينهم من الأكل علنا فلا يجوز؛ لما في ذلك من الاستخفاف بشعيرة من شعائر الإسلام، وكذلك تجرئة لضعاف الإيمان على التقليد لهم. نعم.