شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
shape
كتاب الروض المربع الجزء الثاني
112229 مشاهدة print word pdf
line-top
منع أهل الذمة من إظهار أكل وشرب بنهار رمضان

ومن إظهار أكل وشرب بنهار رمضان.


وذلك لأنا نأخذ عليهم أن يلتزموا بأحكام الإسلام، وإذا كانوا لا يصومون معنا فإنه يلزمهم أن يحترموا صيامنا؛ فلا يجوز لهم أن يأكلوا علنا في نهار رمضان أو يشربوا علنا أمام الناس في نهار رمضان، وإذا كان لهم مطاعم عامة يعني: يردها الناس فإنهم يغلقونها في نهار رمضان. أي: لا يأكل أحدهم علنا؛ بل من أراد أن يأكل منهم فليدخل في أقصى داره وليأكل كما يريد، أما تمكينهم من الأكل علنا فلا يجوز؛ لما في ذلك من الاستخفاف بشعيرة من شعائر الإسلام، وكذلك تجرئة لضعاف الإيمان على التقليد لهم. نعم.

line-bottom