كتاب الروض المربع الجزء الثاني
الدفع من عرفة وقته وصفته
ثم يدفع بعد الغروب مع الإمام أو نائبه على طريق المأذمين إلى مزدلفة اسم> وفيما بين المأذمين إلى وادي محسر اسم> ويسن كون دفعه بسكينة؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: رسم> أيها الناس، السكينة السكينة متن_ح> رسم> ويسرع في الفجوة؛ لقول أسامة اسم> رضي الله تعالى عنه: رسم> كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير العنق، فإذا وجد فجوة نص متن_ح> رسم> أي: أسرع؛ لأن العنق انبساط السير، والنص فوق العنق.
بعدما غربت الشمس وتحقق الغروب، وقبل أن يصلُّوا أذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم في الانصراف من عرفة اسم> متوجهين إلى مزدلفة اسم> وحدود مزدلفة اسم> أنها: ما بين المأذمين إلى وادي محسر اسم> والمأذمين الجبلان المحيطان بمزدلفة اسم> من جهة الشرق. ففيه: أنه لما انصرف كان الناس كثيرا، كلهم انصرفوا مرة واحدة وحصل زحام شديد، كانوا نحو مائة وأربعين ألفا من الحجاج مع النبي صلى الله عليه وسلم.
لا شك أنهم يحتاجون إلى مكان فسيح، فسيرهم على طريق واحد يحصل زحام، تزاحم، فكان ينادي بصوته: رسم> أيها الناس، السكينة السكينة متن_ح> رسم> يعني: لا تتزاحموا ولا يضر بعضكم بعضا، ولا تسرعوا. يحبون الإسراع حتى يريحوا رواحلهم؛ لكونهم رحلوها قبل الظهر أو وقت الظهر ولما تزل برحلها إلى أن يضع هدؤ من الليل نحو ساعتين أو ساعتين ونصف من أول الليل، ولا شك أنها قد سئمت وهم أيضا قد سئموا وتعبوا، فيحبون أن يريحوا أنفسهم؛ فلذلك كانوا يسرعون وكان يحثهم على السكينة، لكنه إذا وجد متسعا أسرع.
ذكر جابر اسم> في حديثه الطويل: أنه صلى الله عليه وسلم كان على ناقته التي تسمى القصواء، وقد شنق لها زمامها يعني: أنه يخشى أنها تسرع فهو قد أمسك بخطامها، وقد شنقه بمعنى اجتذبه حتى قرب من الرحل حتى تهدأ ولا تسرع وكان يسيق يسير العنق يعني: انبساط السير سيرا مستويا، وقد لوى عنق راحلته حتى لا تسرع، فإذا وجد فجوة نصَّ، يعني: أسرع، إذا وجد متسعا وفرجة أسرع، وكذلك كلما أتى ..حبلا من ..الحبال يعني: الكثب الرملية، كلما أتى كثيبا أرخى لها قليلا حتى تصعد وهكذا، وفي أثناء طريقه قبل أن يدخل عرفة اسم> أناخ راحلته وتبرَّز وتوضأ وضوءا خفيفا، فقال له أسامة: اسم> الصلاة يا رسول الله فقال: رسم> الصلاة أمامك متن_ح> رسم> ولما انتهى نزل بمزدلفة اسم> ثم بادر بالصلاة. نعم.
مسألة>