إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
كتاب الروض المربع الجزء الثاني
97387 مشاهدة
العوراء والعمياء

ولا تجزئ العوراء بيّنة العور بأن انخسفت عينها في الهدي ولا في الأضحية ولا العمياء، ولا العجفاء الهزيلة التي لا مخ فيها، ولا العرجاء التي لا تطيق مشيا مع الصحيحة، ولا الهتماء التي ذهبت ثناياها من أصلها.


هذه عيوب تكون في البهائم، والمطلوب أن تكون الأضحية أو الفدية سالمة من العيوب؛ لأن هذه العيوب تنقص الثمن، ولأنها أيضا تقلل قيمة اللحم وأهميته؛ وقد تفسد اللحم، يكون لحمها غير مرغوب فيه كالهزيلة.
قالوا في العوراء: السبب أنها ناقصة الثمن، وكأنه نهى عنها حتى لا يعدل إليها لأجل نقص الثمن، وألحقوا بها بطريق الأولى العمياء التي لا تبصر أصلا؛ فإنها أولى ألا تجزئ، وقالوا: إنها إذا كانت عمياء أو عوراء فالغالب أنها تكون هزيلة أو قليلة الثمن، أو قليلة الأكل يفوتها ما لا يفوت غيرها.