شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
التفكر في مصير من سبق يقوي اليقين
...............................................................................
وهكذا أيضا إذا تفكر الإنسان في أمر من ما مضى من الأمم أمر الأمم التي قد مضت وسيرها وأحوالها. لقد قص الله تعالى علينا قصصا كثيرة من الأمم والأنبياء، وما حصل لهم وكيف نجا من نجا وهلك من هلك، وكيف قالوا وكيف فعلوا، ومع ذلك ما بقي منهم إلا أخبار وآثار.
مثل ما قص الله علينا من قصة قوم عاد قوم هود اسم> ذكر الله عنهم أنهم أهل قوة وأهل جبروت حتى أنهم قالوا: رسم> مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً قرآن> رسم> في نظرهم أنه لا أحد أشد قوة منهم، وكذلك يقول الله عنهم: رسم> وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ قرآن> رسم> ويقول تعالى عن بلادهم: رسم> إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ قرآن> رسم> وكذلك أيضا أخبر بزيادة خلقهم بقوله: رسم> وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً قرآن> رسم> أي: سعة في أجسامهم، وزيادة على غيرهم.
لا شك أن هذا لم يغن عنهم لما أنهم لم ينيبوا إلى الله، ولم يعبدوه، ولم يطيعوا رسله بل صار ذلك زيادة في عذابهم، ومع ذلك ما تذكروا، ما تذكروا عظمة الخالق في قوله تعالى: رسم> أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً قرآن> رسم> مع أنه لا مناسبة بين قوتهم، وقوة الخالق الذي إذا قضى أمرا فإنه رسم> إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ قرآن> رسم> ولهذا عذبهم بأيسر عذاب؛ أرسل عليهم الريح، الريح التي جند من جند الله تعالى.
هذا الهواء الذي إذا سلطه الله قلع الأشجار، وهدم الدور، وأهلك النبات إذا أرسله ريحا شديدة عاصفة، فهذا ما أهلكوا به، ولم تغن عنهم قوتهم، ولا جبروتهم رسم> وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ قرآن> رسم> .
مسألة>