لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
173867 مشاهدة print word pdf
line-top
إثبات العلو والفوقية لله واستوائه على العرش رغم قربه من خلقه

...............................................................................


وقد اعترف الخلق بأن ربهم سبحانه وتعالى عليّ على عباده وأنه فوق عباده كما أخبر بقوله: وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ يعترف أهل السنة بصفة الفوقية بكل أنواع الفوقية. أي أنه فوقهم بذاته كما يشاء وفوقهم بالقهر وفوقهم بالقدر وبالغلبة، وأنه فوق عرشه كما يشاء، ثم يعترفون بأن هذه الفوقية لا تنافي قرب الرب تعالى من عباده وسماعه لكلامهم.
وقد تقدم أنه لما نزل قول الله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ كان سببها أنهم سألوا ربهم فقالوا: يا رسول الله: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فأخبر بأنه قريب. وما ذكر في القرآن من قرب الله تعالى ومعيته مع عباده لا ينافي ما ذكر من علوه سبحانه، وفوقيته فوق عباده، فإنه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وقد أخبر تعالى بأنه سَمِيعٌ قَرِيبٌ .
وأخبر بأنه مع عباده بقوله: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وبقوله: لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا وأخبر تعالى بأنه يعلم ضمائرهم ويعلم أحوالهم، ويطلع على ما يكنونه، ولا تخفى عليه منهم خافية، وقال تعالى: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ فما ذكر من علوه وفوقيته لا ينافي ما ذكر من قربه ومعيته. وهو تعالى قريب في علوه، عليّ في دنوه كما يشاء، وأنه تعالى عظيم كما سمى نفسه بقوله: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ وأن مخلوقاته مهما كبرت فإنها صغيرة بالنسبة إلى عظمته.

line-bottom