لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
شرح لمعة الاعتقاد
271981 مشاهدة print word pdf
line-top
ابن قدامة وكتابه لمعة الاعتقاد

ولما كان في القرن السادس والسابع وفق الله تعالى بعض العلماء فنبهوا على أخطاء في تلك العقيدة، وأظهروا العقيدة السليمة التي هي عقيدة أهل السنة وعقيدة سلف الأمة، وكان من جملتهم الإمام الموفق أبو محمد عبد الله بن محمد بن قدامة المقدسي -رحمه الله-؛ وذلك لأنه كان على مذهب الإمام أحمد ورأى في زمانه كثرة المنحرفين فلم يجد بُدا من أن يؤلف فيما يعتقده أهل السنة الذين هم السلف الصالح ومن كان على نهجهم؛ فألف في ذلك مؤلفات تتعلق بمعتقد أهل السنة والجماعة، ومن جملة ما ألفه رسالة صغيرة سماها: لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد. واختفت هذه العقيدة ولم يكن لها شهرة إلا بين من هم على المذهب الذين -أيضا- يخفون أمرهم وما ذاك إلا لكثرة المخالفين في زمانهم وبعدهم وإلى اليوم؛ ولأجل ذلك فإن هذه النبذة لم يعتن بها أحد من السابقين ولا عرف أحد تولى شرحها ولم يكن لها شرح يبين دلالاتها؛ وذلك لأنهم يخشون إذا أظهروا معتقدهم مما يتعرضون له من أهل البدع.

line-bottom