القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
شرح لمعة الاعتقاد
298004 مشاهدة print word pdf
line-top
آثار الإيمان بالغيبيات

ولا شك أن الإيمان بها له نتائج وله آثار؛ فالذين يؤمنون بالله تعالى يعبدونه ويخافونه؛ والذين يؤمنون بالبعث بعد الموت واليوم الآخر والحساب والجزاء يستعدون له ويتأهبون لذلك اليوم؛ وذلك لأن فيه عذابا لمن أهمل وعصى، وثوابا لمن أطاع واتقى.
فإذا رأيت الذي وقع في المعاصي وأكثر من المحرمات وفرط في الطاعات ونصحته، وقلت له: ألست تؤمن بالبعث بعد الموت، ألست تؤمن بأن من اتقى الله تعالى فله الجنة، ومن عصاه فله النار.
فإذا قال: بلى، فقل: أين آثار ذلك الذي يعمل للدار الآخرة؟ يرى عليه أثر هذا العمل الذي يؤمن بالبعث وبالجزاء، يستعد لذلك الجزاء يستعد للقاء الله، يستعد للدار الآخرة، يستعد للجنة فيطلبها ويعمل لها يخاف من النار، يقول بعض السلف: عجبت للجنة كيف ينام طالبها، وعجبت للنار كيف ينام هاربها.
الذي يؤمن بالجنة كيف يهنيه المنام، وكيف يهنيه المقام، كيف لا يبذل جهده، كيف لا يبذل وسعه في العمل، يعرف أن الجنة تحتاج إلى عمل يكون به من أهلها، وأن النجاة من النار تحتاج أيضا إلى عمل، يحرص على أن يعمل العمل الذي يؤهله للجنة وينجيه من النار؛ فأما المفرط والمهمل فإنه حري أن يحرم من الثواب.

line-bottom