إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
شرح لمعة الاعتقاد
273937 مشاهدة print word pdf
line-top
ظهور ابن تيمية

وفي آخر القرن السابع وأول الثامن أظهر الله تعالى ابن تيمية الذي كان له مكانة وشهرة وسمعة ظاهرة ومعرفة تامة، ولما كانت له هذه المكانة لم يسكت على معتقدهم ولم يقرهم على بدعهم ولا على إنكارهم لما ينكرونه من هذه الصفات ونحوها، بل صرح بمعتقد أهل السنة وكتب في ذلك المؤلفات، ولما كان له شهرة عند أهل زمانه حسده أعداؤه وأعداء أهل السنة فحاولوا أن يسكتوه وأن يقضوا على معتقده وجادلوه وناظروه مناظرات كثيرة في دمشق الشام وفي مصر وطالت المناظرات بينه وبينهم وأوذي في ذات الله كما أوذي قبله الإمام أحمد -رحمه الله- وطال حبسه وسجن في مصر أكثر من أربع سنين أو خمس سنين وسجن في آخر حياته في دمشق وتوفي وهو سجين ومع ذلك فإن الله تعالى أظهر به الحق وبَيَّن ما كان عليه أهل السنة والجماعة والسلف الصالح، فنقول: إن هذه هي العقيدة السليمة.

line-bottom