إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
شرح لمعة الاعتقاد
191441 مشاهدة
ابن قدامة وكتابه لمعة الاعتقاد

ولما كان في القرن السادس والسابع وفق الله تعالى بعض العلماء فنبهوا على أخطاء في تلك العقيدة، وأظهروا العقيدة السليمة التي هي عقيدة أهل السنة وعقيدة سلف الأمة، وكان من جملتهم الإمام الموفق أبو محمد عبد الله بن محمد بن قدامة المقدسي -رحمه الله-؛ وذلك لأنه كان على مذهب الإمام أحمد ورأى في زمانه كثرة المنحرفين فلم يجد بُدا من أن يؤلف فيما يعتقده أهل السنة الذين هم السلف الصالح ومن كان على نهجهم؛ فألف في ذلك مؤلفات تتعلق بمعتقد أهل السنة والجماعة، ومن جملة ما ألفه رسالة صغيرة سماها: لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد. واختفت هذه العقيدة ولم يكن لها شهرة إلا بين من هم على المذهب الذين -أيضا- يخفون أمرهم وما ذاك إلا لكثرة المخالفين في زمانهم وبعدهم وإلى اليوم؛ ولأجل ذلك فإن هذه النبذة لم يعتن بها أحد من السابقين ولا عرف أحد تولى شرحها ولم يكن لها شرح يبين دلالاتها؛ وذلك لأنهم يخشون إذا أظهروا معتقدهم مما يتعرضون له من أهل البدع.