شرح لمعة الاعتقاد
من حق النبي على الأمة: الشهادة له بالرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
قال المصنف رحمه الله تعالى: فصل في مقام نبينا محمد اسم> صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
ومحمد اسم> رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وسيد المرسلين؛ لا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته، ويشهد بنبوته، ولا يقضى بين الناس في يوم القيامة إلا بشفاعته، ولا يدخل الجنة أمة إلا بعد دخول أمته، صاحب لواء الحمد والمقام المحمود والحوض المورود، وهو إمام النبيين وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم، أمته خير الأمم وأصحابه خير أصحاب الأنبياء عليهم السلام.
وأفضل أمته أبو بكر الصديق اسم> ثم عمر الفاروق اسم> ثم عثمان ذو النورين اسم> ثم علي المرتضى اسم> رضي الله عنهم أجمعين؛ لما روى عبد الله بن عمر اسم> رضي الله عنهما قال: رسم> كنا نقول -والنبي صلى الله عليه وسلم حي- أبو بكر اسم> ثم عمر اسم> ثم عثمان اسم> فيبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره متن_ح> رسم> .
وصحت الرواية عن علي اسم> رضي الله عنه أنه قال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر اسم> ثم عمر اسم> ولو شئت لسميت الثالث، وروى أبو الدرداء اسم> عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رسم> ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على أفضل من أبي بكر اسم> رسم> .
وهو أحق خلق الله تعالى بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم لفضله وسابقته، وتقديم النبي صلى الله عليه وسلم له في الصلاة على جميع الصحابة رضوان الله عليهم، وإجماع الصحابة رضي الله عنهم على تقديمه ومبايعته، ولم يكن الله ليجمعهم على ضلالة، ثم من بعده عمر اسم> رضي الله عنه لفضله وعهد أبي بكر اسم> إليه، ثم عثمان اسم> رضي الله عنه لتقديم أهل الشورى له، ثم علي اسم> رضي الله عنه لفضله وإجماع أهل عصره عليه، وهؤلاء الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: رسم> عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ متن_ح> رسم> وقال صلى الله عليه وسلم: رسم> الخلافة من بعدي ثلاثون سنة متن_ح> رسم> فكان آخرها خلافة علي اسم> رضي الله عنه.
السلام عليكم ورحمة الله. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين.
وفي هذا الأصل وما بعده بيان حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته وما يعترفون به من حقه؛ وذلك لأن الناس انقسموا في حقه ثلاثة أقسام: فقسم غلوا، وقسم جفوا، وقسم توسطوا؛ فالذين غلوا أعطوه شيئا من حق الله تعالى، والذين جفوا بخسوه حقه، والوسط هو الخير.
فأولا: نشهد أنه مرسل من ربه، وقال الله تعالى: رسم> يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا قرآن> رسم> والرسول هو الذي يحمل رسالة، والرسالة هي هذه الشريعة التي هي دين الإسلام أرسله الله تعالى بها وأمره بالبيان وأمره بالبلاغ؛ بأن يبلغ للناس ما نزل إليهم فقال الله له: رسم> يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ قرآن> رسم> وقال الله تعالى: رسم> إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ قرآن> رسم> وقال: رسم> مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ قرآن> رسم> .
في آيات كثيرة يأمره الله بها بالبلاغ، وقد شهد له صحابته رضي الله عنهم بأنه بلغ ما أنزل إليه. لما كان في حجة الوداع التي وادع فيها الناس إذ قال لهم: إنكم مسئولون عني، فماذا تقولون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال: رسم> اللهم هل بلغت، اللهم اشهد متن_ح> رسم> وأخذ يكرر ذلك علمهم ما يحتاجون إليه، علمهم الأحكام التي هي الواجبات يعني: العبادات، وما يلزمهم كأركان الدين، وعلمهم المعاملات، وعلمهم المحرمات وكل ما يحتاجون إليه في أمر دينهم؛ فإنه من رسالته فصدقوه، وجعلوا ذلك كله من الله تعالى يعني أن الله أرسله بهذه الشريعة، أمره بأن يعلم الناس عباداتهم؛ كأركان الإسلام، وأمره بأن يعلمهم الحلال والحرام، وأمره بأن يعلمهم أحكام المحرمات وعقوباتها، وأمره بأن يعلمهم الجزاء الأخروي أي: البعث بعد الموت، والجزاء على الأعمال خيرها وشرها، وكل ذلك من رسالته ويجب تصديقه في ذلك.
مسألة>