إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
شرح لمعة الاعتقاد
194145 مشاهدة
سبب ذكر فضائل الصحابة

ولعل السبب في ذكر فضائلهم، والاهتمام بها الرد على أعدائهم، -وهم الروافض- الذين يسبونهم، فإن الروافض لما اعتقدوا كفر الصحابة، واعتقدوا نفاقهم، وعداوتهم ، وجعلوهم كلهم منافقين، ولم يتولوا إلا أشخاصا قليلين منهم.
فإنهم أخذوا يتتبعون أكاذيب لفقوها تقدح في صحبتهم، وتقدح في عدالتهم، فحشدوا في مؤلفاتهم ما هو كذب لا أصل له، وما غُير عن وضعه، وما غُير عن ما هو عليه، وصاغوه بصياغة فيها شيء من البلاغة في الكذب حتى ينفروا عنهم، وحتى جعلوا فضائلهم مثالب لهم.
ذكر عن بعضهم أن أبا بكر ما خرج مع النبي -صلى الله عليه وسلم- محبة له من مكة وإنما أراد أن يمكر به، ولكن حماه الله من مكر أبي بكر كما يقولون ذكروا أيضا أن أبا بكر هو الذي حاول أن يقتل عليا وأنه جاء إليه وهو بحجرته، وقال: اخرج وبايع وإلا قتلناك، وأحرقنا عليك حجرتك عليك وعلى أهلك، وكذلك يقولون: إنه فعل ذلك أبو بكر وعمر فلذلك كانوا يتتبعون الروايات الصحيحة ويجعلونها مثالب ويختلقون أو يؤجرون من يكذب لهم في مثالب الصحابة -رضي الله عنهم- كل ذلك من حقد لهم، وبغض لهم على صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم-.