اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . logo (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
شرح لمعة الاعتقاد
271772 مشاهدة print word pdf
line-top
مضي الجهاد حتى قتال الدجال

أما الخصلة الثانية: فالجهاد الجهاد ماض منذ بعثني الله عز وجل حتى يقاتل آخر أمتي الدجال منذ أن بعثه الله وأنزل عليه الأمر بالقتال بقوله: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم والجهاد ماض حتى يقاتل آخر الأمة الدجال مع عيسى إذا خرج عيسى كما قال السفاريني وأنه يقتل الدجال بباب لد ... يقتله ويقاتل معه قوم يعني المسلمون، ويقاتلون أيضا يأجوج ومأجوج، ويقاتلون الكفار، ويتم بعد ذلك الإسلام، ثم بعد أن يبقون مسلمين إلى أن يأذن الله تعالى بقيام الساعة، لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل، هذا الإمام أي أنه يجب أن الجهاد يكون ماضيا ولو كان القائد جائرا أو ظالما أو خاطئا أو عاصيا أو عنده شيء من المعاصي والمخالفات؛ فلا يجوز الخروج عليه، ولا يجوز منعه من أن يتولى الجهاد ونحوه، فالجهاد ماض لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل.

line-bottom