إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
shape
شرح لمعة الاعتقاد
271839 مشاهدة print word pdf
line-top
عمر وشهادة النبي له بالإيمان والبشارة بالجنة

كذلك عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قد زكاه أيضا النبي -صلى الله عليه وسلم- وشهد له بالجنة، وفي حديث أبي موسى أنه تبع النبي -صلى الله عليه وسلم- مرة، فدخل بئرا، وحائطا من حيطان الأنصار فقال أبو موسى لأكوننَّ بواب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجاء أبو بكر فطرق الباب، فقال: من هذا ؟ قال: أبو بكر فاستأذن النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ائذن له وبشره بالجنة، ثم جاء عمر فقال: ائذن له وبشره بالجنة، ثم جاء عثمان فقال: ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه يقول: إن أبا بكر وعمر جلسا إلى جنب النبي -صلى الله عليه وسلم- وإن عثمان قابلهم في الجهة الثانية قال أبو موسى فتأولت ذلك قبورهم .
ومن فضائل أبي بكر وعمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يذكرهما دائما فكان يقول: خرجت أنا وأبو بكر وعمر وذهبت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر هكذا كان، نقل ذلك علي -رضي الله عنه-.
كذلك -أيضا- قد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمر والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان في فج إلا سلك فجا غير فجك أي أن الشيطان يهرب من عمر بل قيل إنه يهرب من ظله.

line-bottom