شرح لمعة الاعتقاد
اتفاق أئمة السلف والخلف على الإقرار بصفات الله
يقول: وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف رضي الله عنهم السلف هم أهل القرون الثلاثة الذين زكاهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: رسم> خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم متن_ح> رسم> .
فالقرن الأول هم الصحابة وآخرهم مات سنة مائة وعشر أو قريبا منها والقرن الثاني هم التابعون وقد بقي بعضهم إلى مائتين إلى سنة المائتين وزيادة والقرن الثالث الذين بعده هم تابعو التابعين الذين بعضهم في القرن الثاني وبعضهم في القرن الثالث.
هؤلاء السلف من بعدهم هم (الخلف) يعني الذين خلفوهم وصاروا على طريقتهم الخلف الذين جاءوا خلفا عن الأئمة وعن أتباع الأئمة أئمة الخلف ففي القرن الرابع أئمة على طريقة السلف نهجوا منهجهم.
فابن جرير اسم> توفي سنة ثلاثمائة وعشر فيعتبر من أهل القرن الرابع يعني أدرك منه عشرة وكذلك ابن أبي حاتم اسم> أيضا له تفسير اعتمد فيه على أقوال السلف كذلك ابن خزيمة اسم> له كتاب التوحيد وهو من أهل القرن الرابع ابن حبان اسم> جمع في كتابه التقاسيم جمع فيه كل ما وصل إليه بما يتعلق بالصفات وما يتعلق بالأحكام وهو أيضا في القرن الرابع.
وكذلك الآجري اسم> صاحب الشريعة واللالكائي اسم> صاحب الشرح شرح أصول الأحكام أو شرح معاني الأحكام والعقائد ونحوها، كذلك أيضا من بعدهم من الأئمة كابن بطة اسم> والقارئ اسم> وابن أبي يعلى اسم> وابن قدامة اسم> ونحوهم فهؤلاء من أئمة الخلف.
يفرقون بين الْخَلَف والْخَلْف بإسكان اللام فإنهم أهل الضلال قال تعالى رسم> فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ قرآن> رسم> فهؤلاء يقال لهم خلف يعني خلف سوء.
وكذلك قوله تعالى رسم> فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ قرآن> رسم> فالْخَلَف هم خلف الخير والْخَلْف خلف السوء فكل السلف وكل الخلف متفقون على الإقرار والإمرار والإثبات يقرون الأدلة ويقولون أمروها كما جاءت بلا كيف أمروها كما جاءت واقبلوها على ما هي عليه إلا أنكم لا تشتغلوا بكيفيتها.
لا تسألوا عن الكيفية فإن الكيف مجهول، هذا معنى إقرارهم بها يعني اعترافهم بأنها حق والإمرار يعني التقبل لها وقراءتها والإثبات يعني اعتقاد دلالتها، وأن الصفات التي دلت عليها ثابتة صحيحة يثبتون ما ورد من الصفات في كتاب الله تعالى وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم من غير تعرض لتأويله.
مسألة>