لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
شرح لمعة الاعتقاد
296514 مشاهدة print word pdf
line-top
من الإيمان بالغيب: الإيمان بعلامات الساعة

ثالثا: أشراط الساعة أي العلامات التي تدل على قرب الساعة، قال الله تعالى: فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً أي فجأة فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ومن أشراطها بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه آخر الأنبياء خاتم النبيين، ورد أنه صلى الله عليه وسلم قال: بعثت أنا والساعة كهاتين يعني ليس بعدي نبي؛ فتكون بعثته دليلا على قرب الساعة، ومع ذلك فقد أخبر الله تعالى وأخبر نبيه صلى الله عليه وسلم بأن قبلها أشراطا أي علامات.
فمن ذلك خروج الدجال؛ ما ذكر في القرآن صريحا، ولكن كثرت الأدلة عليه في السنة، وأنه إنسان يدعي الربوبية، وأنه يعطيه الله تعالى خوارق عادة تكون فتنة لمن رآه؛ تلك الخوارق يفتتن بها بعض الناس؛ ككونه مثلا يقطع رجلا نصفين، ثم يقول له: قم، فيقوم ويحيا، وكونه يأتي القرية فتطيعه؛ فيبارك في ما كان فيها ويدعوها، فيتبعه أهلها كيعاسيب النحل، وما أشبه ذلك من الفتنة ولذلك ورد الأمر بالإستعاذة من فتنة الدجال في آخر الصلاة، أن يقول: أعوذ بك من فتنة المسيح الدجال.
ثم الأحاديث فيه صحيحة ذكر كثيرا منها ابن كثير في النهاية في آخر التعريف، وروى كثيرا منها مسلم في آخر الصحيح فدل على أنها ثابتة يقينية.
ثانيا: نزول عيسى بن مريم عليه السلام فيقتل المسيح الدجال يقول الناظم السفاريني
وأنه يقتـل للدجــــال
بباب لد خلي عـن جـدال
هكذا ورد في الحديث أنه يقتله بباب لد ورد أيضا أن عيسى ينزل على المنارة البيضاء شرقي دمشق يعني الجامع الأموي له منارة بيضاء، يمكن أن تكون هي التي ينزل عليها المسيح ابن مريم وقد كثرت أحاديث تدل على نزوله، ويحصل في زمنه من البركة، وأنه يمكث سبع سنين.
واستنبط أيضا مجيئه من بعض الآيات؛ منها قوله تعالى في سورة النساء: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ دليل على أنه إذا نزل يؤمنون به يؤمن به أهل الكتاب قبل موته ومن ذلك أيضا قوله تعالى: في سورة الزخرف وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ بعد ذكر عيسى فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا قرأها بعضهم وإنها لعلم للساعة.
ومن ذلك خروج يأجوج ومأجوج، وهذا أيضا قد ورد في القرآن قال الله تعالى ذكر الله أن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض وأن ذا القرنين جعل دونهم سدا، ثم قال تعالى في سورة الأنبياء حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ ورد في الحديث أنهم يمشون على الأرض ويشربون ما فيها من الأنهار وما فيها من المياه الجارية .
ثم يدعو الله تعالى عيسى عليهم فيصبحون فرسى كموت شخص واحد، فيدعو الله تعالى فيرسل عليهم ريحا تحملهم وتلقيهم في البحار، وينزل الله تعالى على الأرض مطرا ينظفها بعد دفنهم، فتصبح كالزلفى إلى آخر الحديث الذي في صحيح مسلم .
وكذلك خروج دابة الأرض ذكرت في القرآن، قال تعالى: وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ قد أورد ابن كثير عند هذه الآية الآيات أو الأدلة والأحاديث التي تدل على خروج دابة الأرض، وإن كان ورد في صفتها أحاديث ليست بصحيحة؛ لكن أخبر الله تعالى بأنه يخرج دابة الأرض تكلم الناس فنؤمن بها على ما أخبر الله وإن لم تكن الأخبار مفصلة.
ومن ذلك طلوع الشمس من مغربها ذكر ذلك في تفسير قول الله تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا فقيل إن هذه الآية هي طلوع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا، وذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها؛ فهذا دليل واضح على أنها أن مثل هذه الآية تكون دليلا على قرب الساعة، وأنه يختم على الأعمال فلا تقبل التوبة حينئذ، ويكون النفخ في الصور قريبا، وأشباه ذلك مما صح به النقل.

line-bottom