من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
شرح لمعة الاعتقاد
186453 مشاهدة
أقسام القدرية

نعرف أن هذا الركن من أركان الإيمان انقسم الناس فقيه إلى ثلاثة أقسام: القدرية، والمجبرة وأهل السنة.
فأما القدرية فإنما ينقسمون إلى قسمين: قسم أنكروا علم الله للأشياء قبل وجودها، وقسم أنكروا قدرة الله على كل شيء، وقالوا: إنه لا يخلق أفعال العباد، بل إن العباد يخلقون أفعالهم هؤلاء هم المعتزلة الذين يقولون: إن الله لا يخلق أفعال العباد، بل العباد مستقلون بأفعالهم، ويسمون هذا عدلا، ويقولون: إنه لو خلق المعصية في العبد ثم عذبه عليها لكان ظالما للعباد، بل العباد هم الذين يستقلون بأفعالهم، لا يقدر الله تعالى على شيء من أفعالهم، فسلبوا الله تعالى قدرته وإرادته، وأنكروا قوله تعالى: وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وأنكروا قول الله تعالى: فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ وأنكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .