شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
شرح لمعة الاعتقاد
258092 مشاهدة print word pdf
line-top
الاحتجاج بالقدر في فعل المعاصي

فالحاصل أنه لا يجوز أن نجعل قضاء الله تعالى وقدرته حجة لنا على ترك أوامره واجتناب نواهيه؛ كالمجبرة الذين إذا أمرتهم يقولون: إن الله ما هدانا.
كثير ما نمر على بعض العصاة، فإذا قلنا له: اذهب إلى المسجد يقول: الله ما هداني، ما هداني الله فإذا جاءه أهل الحسبة وضربوه أنكر عليهم، فنقول: كيف تنكر عليهم أن يضربوك وأنت تحتج بالقدر، الله قدر عليك هذا الضرب، يجب أن نؤمن ونعلم أن لله تعالى حجة على عباده، أن الله تعالى قطع العذر ليس لأحد عذر، لله الحجة عليه حيث أنزل الكتب، وحيث أرسل الرسل وذكر الحكمة في ذلك بقوله تعالى: رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ أي لا يقول لأحد العذر فيقول: مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ .

line-bottom