إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
شرح لمعة الاعتقاد
193288 مشاهدة
رأي الأشاعرة في كلام الله تعالى

وأما الأشاعرة فقالوا: نعترف بأن الله متكلم ولكن كلامه هو المعاني ليس هو الألفاظ، وجعلوا كلام الله معنى قائما بنفسه إن عبر بالعربية فهو قرآن؛ وإن عبر بالسريانية فهو إنجيل؛ وإن عبر بالعبرية فهو توراة؛ أو نحو ذلك وإلا فهو شيء واحد؛ ومن المعلوم أيضا أن هذا بعيد عن الواقع فإن التوراة قد ترجمت بالعربية ووجد المعاني التي فيها مخالفة لمعاني القرآن.
وكذلك القرآن قد ترجم بالعبرية وبالسريانية ووجدت المعاني التي يحتوي عليها ليست هي المعاني التي في تلك الكتب؛ فدل على أن الله تعالى تكلم بهذا؛ وتكلم بهذا؛ فهو تكلم بالوحي؛ وتكلم بالقرآن؛ وتكلم بالتوراة وبالإنجيل وبغيرها من الكتب التي أنزلها؛ وكتب كلامه في اللوح المحفوظ وكلامه ليس له نهاية؛ فلذلك أثبت أهل العلم أن صفة الكلام لله تعالى صفة كمال.