إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
شرح لمعة الاعتقاد
273926 مشاهدة print word pdf
line-top
مناقب أبي بكر وأفضليته

فأفضل الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم أبو بكر رضي الله عنه.
وسمي الصديق، نزل فيه قول الله تعالى: وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ فالذي جاء بالصدق النبي صلى الله عليه وسلم، والذي صدق به هو أبو بكر هكذا، وقيل: إنه لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أسري به، وجاءوا إلى أبي بكر وقالوا: إن صاحبك يقول: إنه ذهب البارحة، ووصل بيت المقدس ووصل السماء ثم رجع، فقال: صدق إني أصدقه في أعجب من ذلك؛ أصدقه في خبر السماء. فسمي بالصديق رضي الله عنه لقوة تصديقه.
لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم نوَّب أبا بكر وقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس فراجعه بعض نسائه أن يقدم عمر فأكد وقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس فكان هو إمامهم يصلي بهم تلك الأيام التي لم يستطع النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي بهم إلى أن توفي النبي صلى الله عليه وسلم، فلما توفي اتفق الصحابة رضي الله عنهم على أن يقدموا أبا بكر خليفة عليهم، وقالوا: رضينا بدنيانا من رضيه النبي صلى الله عليه وسلم لديننا. فبايعوه.
ولما بايعوه وارتدت العرب الذين حولهم الأعراب وقالوا: لو كان محمد نبيا ما مات. فثبت الله تعالى أبا بكر وتم الأمر له، وقاتل المرتدين وأرسل من يقاتلهم، فاجتمعت الكلمة وتمت البيعة له ونشر الله تعالى الإسلام وتمكن بواسطة مبايعة هذا الخليفة رضي الله عنه، ما طالت خلافته قيل: إن بعض الأعداء سقوه سما.

line-bottom