شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
shape
شرح لمعة الاعتقاد
271714 مشاهدة print word pdf
line-top
الإرادة الشرعية

وأما الإرادة الشرعية الدينية فهي الأوامر والنواهي؛ سواء حصلت أو لم تحصل، فنقول: مثال ذلك: إن الله أراد منا جميعا الإيمان إرادة شرعية لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وقوله: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ خطاب للناس كلهم أن يتقوا، أراد الله تعالى دينا وشرعا من الخلق كلهم أن يتقوه، وخلقهم لعبادته؛ لقوله: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ أي من.. آمرهم وأنهاهم، فكل ذلك داخل في إرادة الله تعالى الدينية.
نعرف أيضا أن هذه الإرادة الدينية الشرعية لا يلزم وجود مراده.. فقد يريد الله تعالى من هذا الطاعة فلا يطيع، يريد من هذا الإيمان فلا يؤمن؛ لأن الله ما أراده كونا وقدرا.
فمن أراد الله تعالى هدايته كونا وقدرا اهتدى، ومن أراد الله هدايته من أمره الله تعالى بالاهتداء دينا وشرعا فقد يهتدي وقد لا يهتدي.
فالإرادة الشرعية محبوبة عند الله يحب مرادها، وقد يوجد مرادها وقد لا يوجد، فأراد الله تعالى من المؤمنين الإيمان دينا وشرعا فآمنوا، وأراد الله من الكفار الإيمان دينا وشرعا فلم يؤمنوا، أراد الله الإيمان من الخلق كلهم وأحبه منهم ولكن منهم من يؤمن ومنهم من لا يؤمن.
وأراد الله جميع أفعال العباد؛ يعني جميع ما يحدث في الكون أراده قضاء وقدرا، فحصل ذلك بإرادة الله.

line-bottom