إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
شرح لمعة الاعتقاد
258145 مشاهدة print word pdf
line-top
الحكمة في إدخال فضائل الصحابة في العقيدة

وإذا قلت: لماذا أدخلت فضائل الصحابة في أمر العقيدة؟ فالجواب للرد على أعدائهم الذين هم يتسمون بالشيعة، ويسميهم العلماء الرافضة، فإنهم حاربوا الصحابة وقاطعوهم وسبوهم وكفروهم تكفيرا علنيا، وجعلوهم شر الأمم وشر الأمة، وحكموا بردتهم؛ لأنهم ارتدوا، فلما أكثروا من سب الصحابة رضي الله عنهم اهتم العلماء بذكر فضائل الصحابة رضي الله عنهم فألف الإمام أحمد رحمه الله كتابا في فضائل الصحابة، مطبوع في مجلدين، ذكر فيه فضائل الخلفاء وفضائل غيرهم، وكذلك البخاري في كتابه الصحيح، وقال: كتاب فضائل الصحابة وكذلك مسلم والترمذي وابن ماجه وغيرهم من العلماء اهتموا بفضائل الصحابة رضي الله عنهم، حتى يردوا بذلك على هؤلاء الرافضة الذين يسبونهم ويلعنونهم ويكفرونهم نعوذ بالله.
هذا هو السبب في اهتمام العلماء رحمهم الله بذكر فضائل الصحابة وتبيينها لبيان حال هؤلاء الطاعنين والمكذبين لهم، ولا شك أن من طعن فيهم فقد طعن في الدين كله؛ لأنه إنما جاءنا عن طريقهم ما جاءتنا السنة والقرآن إلا بواسطتهم، فإذا كانوا كفارا مرتدين، فكيف يوثق بكلامهم؟ وكيف يوثق بروايتهم؟
ذكر العلماء أن ممن لا تقبل روايته صاحب البدعة، فإذا كان الصحابة مبتدعين أو مرتدين، فكيف يقبل ما جاء بواسطتهم؟ ولهذا الرافضة يسبونهم ويدعون أنهم كتموا القرآن، أنهم كتموا أكثر من ثلثي القرآن، أين كتموه؟ لأنه يشتمل على فضائل علي وفاطمة والحسن والحسين هكذا زعموا، ولهذا كفرهم العلماء لما أنهم كفروا الصحابة، وطعنوا في الصحيحين، ولم يقبلوا أحاديث الصحابة، وكذلك أيضا طعنوا في القرآن وغلوا في علي وذريته أو بعض ذريته؛ فاستحقوا بذلك أن يكونوا كفارا.
.. نقف على ما يتعلق بالخلفاء الراشدين..

line-bottom