شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
شرح لمعة الاعتقاد
192662 مشاهدة
معنى التأويل عند السلف والخلف

التأويل يعني في اصطلاحهم هو صرف اللفظ عن ظاهره السلف لم يتعرضوا لتأويله ذكروا أن كلمة التأويل لها ثلاثة اصطلاحات فالمعنى الذي في القرآن أن التأويل حقيقة الشيء وما يؤول إليه وماهيته والدليل قول الله تعالى هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ المراد بتأويله هنا يعني حقيقته ومآله.
وقول الله تعالى: ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا أي أحسن مآلا وفي حديث عائشة لما نزل قول الله تعالى: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك، سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه، يتأول القرآن .
يتأوله يعني يمثله ويعمل به يعني يعمل بهذه الآية هذا التأويل في عرف القرآن وفي لغة العرب المعنى الثاني أن التأويل معنى التفسير وذكر ابن جرير رحمه الله صار على هذا على أن تأويل القرآن هو تفسيره.
فهو يقول القول في تأويل قوله تعالى -يعني في تفسير قوله تعالى- ثم يقول وبمثل الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل يعني أهل التفسير فيقول ويقول اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك يعني في تفسيره فهذا معنى أيضا عند السلف.
أما الْخَلْف والمتأخرون فإنهم اصطلحوا على أن التأويل في تعريفهم أنه صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به هكذا قالوا فإذا قالوا مثلا في قول الله تعالى مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ .
قالوا اليد لها احتمالان احتمال راجح وهو أنها اليد التي هي صفة لله اليد الحقيقية واحتمال مرجوح أن المراد بها النعمة فنصرفها على الراجح إلى المرجوح ونجعل اليد هي النعمة لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أي بنعمتي هذا اصطلاحهم.
يقولون في قوله تعالى ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ أن الاستواء له معنيان معنى راجح وهو العلو ومعنى مرجوح وهو الاستيلاء فنصرفه عن الراجح إلى المرجوح لدليل يقترن بالمرجوح وهو أن يوافق العقول وأن لا يخالف العقول هكذا اصطلحوا السلف ما تعرضوا لتأويله.
بل عملوا بما ظهر لهم منه دون أن يؤولوه بهذا التأويل الذي هو في الحقيقة تحريف شبيه بتحريف اليهود الذي ذمهم الله تعالى به في قوله تعالى يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ .