إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
shape
شرح لمعة الاعتقاد
258106 مشاهدة print word pdf
line-top
الصلاة خلف الولاة برهم وفاجرهم

كذلك كان الأمراء هم الذين يتولون الخطابة خطابة الجمعة والعيد؛ ولو كان معهم شيء من النقص في دينهم، ولو كانوا يرتكبون أشياء مما يخل بالدين؛ يعني من المعاصي والمحرمات ونحوها، ولو اتهموا مثلا بظلم بأخذ بعض الأموال بغير حقها، ولو اتهموا بشرب خمر أو نحوه، فإن مصلحة الولاية ومصلحة السمع والطاعة لهم أولى من الإنكار عليهم والخروج عليهم؛ لما يحصل في الخروج عليهم من المفاسد ومن الفتن ومن كثرة القتل في البلاد الإسلامية وقتل المسلمين؛ فيأتي ذلك الأصل أن كل أمير يسمع له ويطاع، يجاهد معه، وتصلى الجمعة خلفه، ويصلى العيد خلفه، لأنهم .. يلزمون أنفسهم ولأنهم يلزمون أو يلتزمون بإقامة الجمعة والعيد ونحو ذلك.

line-bottom