الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
شرح لمعة الاعتقاد
258100 مشاهدة print word pdf
line-top
الأنبياء يعتريهم ما يعتري البشر

كذلك أيضا يعتريه ما يعتري البشر لما أنه صلى الله عليه وسلم مرة سها في صلاته قال لأصحابه: إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني.
فكل ذلك دليل على أنه لم يخرج عن الطباع البشرية، ومع ذلك أيضا فإنه كان يحب التواضع ويكره أن يرفع فوق قدره ففي حديث عبد الله بن الشخير أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني عامر، فقالوا: أنت سيدنا وابن سيدنا. فقال: السيد الله، قالوا وأفضلنا فضلا وأعظمنا طولا، فقال: قولوا بقولكم أو بعض قولكم: أنا محمد عبد الله ورسوله، لا أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله .
فاعترف بمنزلته عبد الله ورسوله؛ فهذا هذه منزلته العبودية والرسالة، خشي من الغلو أن يغلو أحد فيه ويعطونه شيئا من حق الله تعالى؛ فهذا هو حقه على أمته، وكذلك أيضا كثيرا ما يذكر الله تعالى أنه لا يملك شيئا، وأن الملك لله مثل قوله تعالى: قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا وإنما أنا مبلغ وداع: قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا إِلَّا بَلَاغًا ما أملك إلا أن أبلغكم.
فهذه أدلة على أنه صلى الله عليه وسلم لا يملك شيئا إلا ما ملكه الله، ولا يطلع إلا على ما أطلعه الله عليه.

line-bottom