الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
شرح لمعة الاعتقاد
258794 مشاهدة print word pdf
line-top
مقام النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
قال المصنف رحمه الله تعالى: فصل في مقام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وسيد المرسلين؛ لا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته، ويشهد بنبوته، ولا يقضى بين الناس في يوم القيامة إلا بشفاعته، ولا يدخل الجنة أمة إلا بعد دخول أمته، صاحب لواء الحمد والمقام المحمود والحوض المورود، وهو إمام النبيين وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم، أمته خير الأمم وأصحابه خير أصحاب الأنبياء عليهم السلام.
وأفضل أمته أبو بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم علي المرتضى رضي الله عنهم أجمعين؛ لما روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نقول -والنبي صلى الله عليه وسلم حي- أبو بكر ثم عمر ثم عثمان فيبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره .
وصحت الرواية عن علي رضي الله عنه أنه قال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ولو شئت لسميت الثالث، وروى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على أفضل من أبي بكر .
وهو أحق خلق الله تعالى بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم لفضله وسابقته، وتقديم النبي صلى الله عليه وسلم له في الصلاة على جميع الصحابة رضوان الله عليهم، وإجماع الصحابة رضي الله عنهم على تقديمه ومبايعته، ولم يكن الله ليجمعهم على ضلالة، ثم من بعده عمر رضي الله عنه لفضله وعهد أبي بكر إليه، ثم عثمان رضي الله عنه لتقديم أهل الشورى له، ثم علي رضي الله عنه لفضله وإجماع أهل عصره عليه، وهؤلاء الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وقال صلى الله عليه وسلم: الخلافة من بعدي ثلاثون سنة فكان آخرها خلافة علي رضي الله عنه.


السلام عليكم ورحمة الله. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وفي هذا الأصل وما بعده بيان حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته وما يعترفون به من حقه؛ وذلك لأن الناس انقسموا في حقه ثلاثة أقسام: فقسم غلوا، وقسم جفوا، وقسم توسطوا؛ فالذين غلوا أعطوه شيئا من حق الله تعالى، والذين جفوا بخسوه حقه، والوسط هو الخير.
فأولا: نشهد أنه مرسل من ربه، وقال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا والرسول هو الذي يحمل رسالة، والرسالة هي هذه الشريعة التي هي دين الإسلام أرسله الله تعالى بها وأمره بالبيان وأمره بالبلاغ؛ بأن يبلغ للناس ما نزل إليهم فقال الله له: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وقال الله تعالى: إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وقال: مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ .
في آيات كثيرة يأمره الله بها بالبلاغ، وقد شهد له صحابته رضي الله عنهم بأنه بلغ ما أنزل إليه. لما كان في حجة الوداع التي وادع فيها الناس إذ قال لهم: إنكم مسئولون عني، فماذا تقولون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال: اللهم هل بلغت، اللهم اشهد وأخذ يكرر ذلك علمهم ما يحتاجون إليه، علمهم الأحكام التي هي الواجبات يعني: العبادات، وما يلزمهم كأركان الدين، وعلمهم المعاملات، وعلمهم المحرمات وكل ما يحتاجون إليه في أمر دينهم؛ فإنه من رسالته فصدقوه، وجعلوا ذلك كله من الله تعالى يعني أن الله أرسله بهذه الشريعة، أمره بأن يعلم الناس عباداتهم؛ كأركان الإسلام، وأمره بأن يعلمهم الحلال والحرام، وأمره بأن يعلمهم أحكام المحرمات وعقوباتها، وأمره بأن يعلمهم الجزاء الأخروي أي: البعث بعد الموت، والجزاء على الأعمال خيرها وشرها، وكل ذلك من رسالته ويجب تصديقه في ذلك.

line-bottom