شرح لمعة الاعتقاد
الدفاع عن أمهات المؤمنين والصحابة أمام افتراءات الرافضة
وعائشة اسم> أفضل في العلم؛ فتح الله عليها، ورزقها علما كثيرا وحفظت الكثير من النبي -صلى الله عليه وسلم- وانتفع الناس بفتاواها ورجعوا إليها في المشكلات، ورجعوا إليها عند الاختلاف فكلهن لهن فضل.
وتسمى الصديقة؛ لأنها بنت الصديق بنت أبي بكر اسم> -رضي الله عنه- من فضلها أن الله تعالى برأها مما قذفها به أهل الإفك؛ الذين رموها بالزنا أنزل الله تعالى: رسم> إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ قرآن> رسم> إلى آخر الآيات.
فبرأها الله تعالى من ذلك، فهي وسائر أمهات المؤمنين زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة إذا كان الله تعالى قد برأها فإن الذين يقذفونها كالرافضة يعتبرون كفارًا قذفوها بما برأها الله تعالى به، فهم كفرة لأنهم أنكروا ما قاله الله تعالى.
ذكر لنا بعض المشائخ أنه إما رأى بعض الرافضة، وإما ذُكِر له أنهم يخرجون عنز عليها شعر، ثم يجتمعون عليها، ويقولون هذه عائشة اسم> عذبوها فينتفون شعرها، ويتمزق مع شعرها جلدها تعذيبا لهذه البهيمة هذه عائشة اسم> عذبوها هذه التي فعلت وفعلت؛ يرمونها بأنها قد فعلت الفاحشة ونحو ذلك، ولا يزالون ينتفون شعرها ويتمزق معه جلدها إلى أن تموت بين أيدهم من غير ذكاة ولا ذبح هذا فعلهم بأم المؤمنين -رضي الله عنها- تعذيبا لهذه البهيمة في نظرهم أنهم يعذبون عائشة اسم> ويؤلمونها.
وذكر بعض المفسرين من الإخوان أنه اطلع على تفسير للرافضة؛ أنهم فسروا قوله: رسم> إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قرآن> رسم> فقالوا: البقرة عائشة اسم> يأمركم بأن تذبحوها نعوذ بالله، ولا شك أن هذا من حقدهم عليها لماذا؟ يقولون: إنها تبغض عليا اسم> وإنها هي التي هيجت الناس عليه في وقعة الجمل، وإنها وإنها...
علي اسم> -رضي الله عنه- لما قاتل أهل الجمل، وحصل ما حصل وبقيت عائشة اسم> كرمها، وأرسلها مكرمة إلى المدينة اسم> محترمة، ولم يكن ليحقد عليها، ولم تكن هي التي سببت هذه الوقعات، وإنما الذين سببوها هم أولئك الثوار الذين ثاروا على عثمان اسم> .
وعندنا أيضا معاوية بن أبي سفيان اسم> فيقولون: إنه خال المؤمنين لأنه أخو أم حبيبة اسم> إحدى أمهات المؤمنين، أم حبيبة اسم> هي بنت أبي سفيان كانت من المسلمات ومن المهاجرات إلى الحبشة اسم> مات زوجها في الحبشة اسم> فتزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- دفع مهرها النجاشي اسم> ملك الحبشة اسم> وجاءت مع عمرو بن أمية الضمري اسم> من الحبشة اسم> إلى المدينة اسم> وبقيت عند النبي -صلى الله عليه وسلم- وتوفي وهي في عصمته، وهي من أمهات المؤمنين معاوية اسم> أخوها فإذا كانت هي أم المؤمنين فيعتبر أخوها خال المؤمنين.
هكذا استنبط بعضهم أن كل من كان أخا لإحدى أمهات المؤمنين يُعتبر خال المؤمنين هكذا جاء هنا، وهو -أيضا- لما أسلم أبو سفيان اسم> طلب من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يستخدم معاوية اسم> للكتابة فكان يكتب الوحي فهو كاتب وحي الله تعالى وذكر ذلك أبو الخطاب اسم> في عقيدة في قوله:
ولابن هند اسم> في الفؤاد محبة | ومـودة فليرغمن المعتــدي |
ذاك الأمين المجتبى لكتابة ال | وحي المنزل للتقى والسـؤدد |
فعليهمُ وعلى الصحابة كـلهم | صلاة ربنا تـروح وتغتــدي |
إني لأرجو أن أفوز بحبهـم | وبما اعتقدت من الشريعة في غد |
معاوية اسم> أحد خلفاء المسلمين استُخلف، وتمت الخلافة له لما بايعه الحسن بن علي اسم> وتنازل للخلافة له فتم له الأمر، وبقي خليفة لا يُنازعه أحد من سنة إحدى وأربعين إلى أن توفي سنة ستين، وهو خليفة يقولون: إنه خير ملوك المسلمين، وكان له حلم وعفو وصفح وله أفعال حسنة.
مسألة>