تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
شرح نظم البرهانية
89569 مشاهدة
شرح نظم البرهانية

مكتب الدعوة والإرشاد بمكة ومندوبية شمال شرق مكة أن ترحب بفضيلة الشيخ العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين -حفظه الله- عضو كبار هيئة العلماء سابقاً، ونشكر له موافقته لإلقاء هذا الدرس بهذا المسجد؛ ألا وهو درس: نظم البرهانية للإمام العلامة محمد البرهاني ونسأله جل وعلا أن يوفقه للصواب، وأن يرزقنا وإياكم الإخلاص والعلم النافع والعمل الصالح إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وأيها الأحبة: ننبه أن الشيخ يعتذر يوم الجمعة عن درس بعد العصر؛ لظروفه الخاصة، وسوف يكمل بإذن الله -جل وعلا- الدرس يوم السبت -إن شاء الله تعالى- والدرس على ما هو عليه؛ إلا يوم الجمعة يأتي فضيلة الشيخ ويكمل -إن شاء الله تعالى- يوم السبت. وأسأل الله العلي القدير أن يوفق الشيخ للصواب، وأن يرزقنا وإياكم التوفيق والسداد إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين، والله أعلم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المصنف -رحمه الله تعالى-
قـال محمـد هـو البرهـــاني
حـمـدًا لربـي مـنزل القــرآن
الواحـد الفـرد القـديم الــوارث
وشـارع الأحـكـام والمــوارث
ثم الصــلاة والســـلام أبـدَا
على الرســـول القرشـي أحمدَا
وآله وصحـبــه الأعيــــان
وتابعيـهـمو علـى الإحـســان
وبعد فالعــلم بـذي الفـرائـض
من أفضـل العلـم بلا معــارض
إذ هو نصـف العلـم فيمـا وردا
في خــبرٍ عـن النـبي مســندا
وأنـه أول مــــا ســيرفـع
من العـلوم في الــورى ويـنزع
وفيـه للصـحــابـة الأعـلام
مذاهـب مشــهورة الأحـكــام
ومذهـب الإمـــام زيــد أجـلى
لــذا بالاتبــــاع كــان أولـى
لا سيــما والشــافعي موافـق
لـه وفـي اجتــهاده مطـــابـق
وهـذه منظــومـة محتــويه
على أصـولـه بـهــا منطويه
بالغت في اختصارهـا موضحـا
محـررًا أقـوالــها منقحـــَا
سميتها القلائـد البـرهَـانِيَـه
لمـا غـدت لطـالبيهـــا دانيه
وَالله أرجو النفــع للمشتغــل
بها وأن يخلص لي في العمـــل
( مقدمة )
يبدأ أولًا بمـــــا تعلقــــا
بعين تــركـةٍ كرهــن وُثِّقــا
به وجـانٍ وزكــــاة تـلفـى
ثم بتجهـيز يليــق عـرفــــا
ولجهــاز الـزوجـة الـزوج يلي
إن موسرًا ثـم بـديـن مرســـلِ
ثم وصيــة بثلــث فـأقـــل
لأجنبــي ولإرث مـــا فضــل
( بـاب أسـباب الإرث )
وهي ثـلاثـة نكــــاح ونسب
ثم ولاء ليـس دونهـــــا سـبب
( باب مـوانـع الإرث )
ويمنـــع الإرث علـى اليقــــين
رق وقتــــل واختــــلاف ديــن
( باب أركـان الإرث )
ووارث مــــوَرث مـــــوروث
أركـانــه مــا دونهــا تـوريث
( بـاب شـروط الإرث )
وهي تحـقق وجـــود الـــوارث
مـوت المـورِّثِ اقتضـا التـــوارث


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذا الفن الذي هو علم الفرائض يراد به: العلم بقسمة المواريث، وإعطاء كل ذي حق حقه. وهو من أشرف العلوم -كما سمعنا في هذا النظم-. واختلف في معنى كونه نصف العلم وكأن هذه القسمة إنما هي قسمة ظاهرة؛ فلذلك قال بعضهم: إن العلوم قسمان: قسم يتعلق بالحياة، وقسم يتعلق بما بعد الموت. يعني: بالنسبة إلى الأموال، فالفرائض تتعلق بما بعد الموت؛ لذلك صارت نصف العلم.
واختلف لماذا يرفع في آخر الزمان؟ فيظهر أن رفعه لعدم العناية به، أو لتغييره. في كثير من الدول جاءت الأنظمة فغيرت هذه الفرائض التي فرضها الله تعالى، فصاروا يقسمونه بموجب ما وضعوه من القوانين؛ يقسمون التركة على حسب وضعهم.
فيوشك أن يغفل عن علم الفرائض التي فرضها الله تعالى؛ فلا يبقى من يعرفه ولا من يهتم به. فهناك كثير من الدول يورثون غير الوارثين، يمنعون بعض الوارثين، يمنعون بعض الزوجات، وكذلك أيضًا يورثون الأخوات؛ ولو كن محجوبات، وكذلك العمات والخالات ونحوهم؛ فدل على أن هناك من يسعى في تغييره هذا من جهة.
من جهة ثانية.. أن كثيرًا في هذه البلاد وغيرها من المدارس ونحوها قد ألغوا تدريسه، وصاروا لا يهتمون به؛ وإنما يدرسون غيره من العلوم، ويستثقلون دراسته؛ إما لصعوبة يشاهدونها -كما قالوا- وإما لعدم الحاجة إليه في نظرهم. وهذا -أيضًا- ينذر برفعه. سمعنا بعض مشائخنا يذكرون أثرًا: أنه في آخر الزمان يركب الرجل الجمل وهو بكر حتى يُعيي الجمل لا يجد من يقسم له فريضة. أي: لقلة الاهتمام به؛ فيكون ذلك علامة رفعه؛ وحيث إن الله تعالى هو الذي وضعه -يعني- ذكر هذه الفرائض في القرآن فإن ذلك دليل على أهميته، وعلى عظم شأنه.