إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
شرح نظم البرهانية
95231 مشاهدة print word pdf
line-top
من يحجب الجدات

أما الجدات فلا يسقطهن إلا الأم؛ ولو لم تدل بها بعضهم. فالجدة أم الأم واسطتها الأم؛ فتسقط الجدة بوجود الأم. وكذلك أم الأب، وأم أبي الأب يسقطن كلهن بالأم. لماذا؟ لماذا سقطت أم الأب بالأم؛ مع أنها لم تدل بها؟ قالوا: لأن الجدات يرثن بالأمومة، يرثن بكلمة أم. هذه تقول: أنا أم أم أمه. وهذه تقول: أنا أم أم أبيه. وهذه تقول: أنا أم أبي أبيه. فكل واحدة منهن فيها كلمة أم، فيسقطن بالأم التي هي المباشرة، الأم التي ولدته هي المباشرة فهي التي تسقطهن، وأما غيرها، يعني: غيرها فلا يسقطهن؛ فيرثن مع الأب، ويرثن مع الجد، ويرثن مع الأولاد، ويرثن مع الإخوة، لا يسقطهن إلا الأم، هؤلاء الجدات. فعرفنا أن الأب يسقط الأجداد، والأم تسقط الجدات، والابن يسقط أولاد الابن -ذكورًا وإناثًا-؛ أهل فرض أو أهل تعصيب، وكذلك كل قريب يسقط من هو أبعد منه؛ ابن الابن يسقط ابن ابن ابن، وكذلك الإخوة يسقطون أبناءهم، الأعمام يسقطون أبناءهم.
الحجب: هو إسقاط البعيد بالقريب، وهذا من أهم ما يعتنى به؛ يعني: الإنسان إذا ما عرف الحجب فقد يورث من ليس بوارث؛ فلا بد أن يكون ملمًّا بباب الحجب، وعارفا من يكون وارثًا ومن لا يكون وارثًا. هؤلاء الذين يٌحجبون حجب أشخاص.

line-bottom