الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
shape
شرح نظم البرهانية
92138 مشاهدة print word pdf
line-top
من يحجب الجدات

أما الجدات فلا يسقطهن إلا الأم؛ ولو لم تدل بها بعضهم. فالجدة أم الأم واسطتها الأم؛ فتسقط الجدة بوجود الأم. وكذلك أم الأب، وأم أبي الأب يسقطن كلهن بالأم. لماذا؟ لماذا سقطت أم الأب بالأم؛ مع أنها لم تدل بها؟ قالوا: لأن الجدات يرثن بالأمومة، يرثن بكلمة أم. هذه تقول: أنا أم أم أمه. وهذه تقول: أنا أم أم أبيه. وهذه تقول: أنا أم أبي أبيه. فكل واحدة منهن فيها كلمة أم، فيسقطن بالأم التي هي المباشرة، الأم التي ولدته هي المباشرة فهي التي تسقطهن، وأما غيرها، يعني: غيرها فلا يسقطهن؛ فيرثن مع الأب، ويرثن مع الجد، ويرثن مع الأولاد، ويرثن مع الإخوة، لا يسقطهن إلا الأم، هؤلاء الجدات. فعرفنا أن الأب يسقط الأجداد، والأم تسقط الجدات، والابن يسقط أولاد الابن -ذكورًا وإناثًا-؛ أهل فرض أو أهل تعصيب، وكذلك كل قريب يسقط من هو أبعد منه؛ ابن الابن يسقط ابن ابن ابن، وكذلك الإخوة يسقطون أبناءهم، الأعمام يسقطون أبناءهم.
الحجب: هو إسقاط البعيد بالقريب، وهذا من أهم ما يعتنى به؛ يعني: الإنسان إذا ما عرف الحجب فقد يورث من ليس بوارث؛ فلا بد أن يكون ملمًّا بباب الحجب، وعارفا من يكون وارثًا ومن لا يكون وارثًا. هؤلاء الذين يٌحجبون حجب أشخاص.

line-bottom