شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
شرح نظم البرهانية
75693 مشاهدة
من يحجب الجدات

أما الجدات فلا يسقطهن إلا الأم؛ ولو لم تدل بها بعضهم. فالجدة أم الأم واسطتها الأم؛ فتسقط الجدة بوجود الأم. وكذلك أم الأب، وأم أبي الأب يسقطن كلهن بالأم. لماذا؟ لماذا سقطت أم الأب بالأم؛ مع أنها لم تدل بها؟ قالوا: لأن الجدات يرثن بالأمومة، يرثن بكلمة أم. هذه تقول: أنا أم أم أمه. وهذه تقول: أنا أم أم أبيه. وهذه تقول: أنا أم أبي أبيه. فكل واحدة منهن فيها كلمة أم، فيسقطن بالأم التي هي المباشرة، الأم التي ولدته هي المباشرة فهي التي تسقطهن، وأما غيرها، يعني: غيرها فلا يسقطهن؛ فيرثن مع الأب، ويرثن مع الجد، ويرثن مع الأولاد، ويرثن مع الإخوة، لا يسقطهن إلا الأم، هؤلاء الجدات. فعرفنا أن الأب يسقط الأجداد، والأم تسقط الجدات، والابن يسقط أولاد الابن -ذكورًا وإناثًا-؛ أهل فرض أو أهل تعصيب، وكذلك كل قريب يسقط من هو أبعد منه؛ ابن الابن يسقط ابن ابن ابن، وكذلك الإخوة يسقطون أبناءهم، الأعمام يسقطون أبناءهم.
الحجب: هو إسقاط البعيد بالقريب، وهذا من أهم ما يعتنى به؛ يعني: الإنسان إذا ما عرف الحجب فقد يورث من ليس بوارث؛ فلا بد أن يكون ملمًّا بباب الحجب، وعارفا من يكون وارثًا ومن لا يكون وارثًا. هؤلاء الذين يٌحجبون حجب أشخاص.