إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
شرح نظم البرهانية
93328 مشاهدة print word pdf
line-top
مقاسمة الجد للإخوة وصورها

...............................................................................


وإذا كان كذلك فنقول: ما كيفية توريثهم؟ كيفية توريثهم أنهم ينقسمون إلى قسمين: تارة لا يكون هناك أصحاب فرض؛ وإنما جد وإخوة وليس هناك أصحاب فروض؛ فينظر في الأحظ للجد فيعطى الأحظ من المقاسمة، أو ثلث المال، ينظر ما هو الأحظ له.
فتارة تكون المقاسمة أحظ له من ثلث المال، وتنحصر في خمس صور، وضابطها أن يكونوا أقل من مثليه، إذا كانوا أقل من مثليه فالمقاسمة أحظ له، خمس صور:
الصورة الأولى: جد وأخت. أليس الأخت نصفه؛ لأنه ينزل منزلة أخ؟ إذا كان ما معه إلا أخت فإنه له الثلثان ولها الثلث بمنزلة الأخ.
الصورة الثانية: جد وأختان. الأختان مثله فلهما سهمان وله سهمان.
الثالثة: جد وثلاث أخوات، أليس الثلاث مثله مرة ونصف؟ المسألة من خمسة؛ لهن ثلاثة وله اثنان؛ لأنهن مثله مرة ونصف.
الصورة الرابعة: جد وأخ أليس الأخ مثله؟ المسألة من اثنين؛ للجد واحد وللأخ واحد.
الصورة الخامسة: جد وأخ وأخت، جد وأخ وأخت مثله مرة ونصف، فهذه خمس؛ إما أن يكون نصفه أو مثله أو مثله مرة ونصف، نصفه: جد وأخت، ومثله: جد وأختان أو جد وأخ، ومثله مرة ونصف: جد وثلاث أخوات، وجد وأخ وأخت. هؤلاء خمس فيها المقاسمة أحظ له. إذا كانوا مثلاً جد وأخ وأخت. الجد له سهمان، والأخ له سهمان، والأخت لها سهم، أليس له الخمسان؟ الخمسان أكثر من الثلث، ففي هذه الخمس الصور المقاسمة أحظ له.

line-bottom