اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
147560 مشاهدة
البرق من أنوار الله لا يتحمل رؤيته الإنسان

...............................................................................


كذلك أيضًا من جملة ما خلقه من الأنوار البرق الذي يدخل في السحب هو أيضًا نور من خلق الله تعالى لا نعلم ما سببه، وإن ذكر بعضهم أنه من آثار اصطكاك واصطدام السحب بعضها ببعض، ولكن نشاهد قوة هذا النور، حتى قال الله تعالى: يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ مشاهد أن بعضًا من أنوار هذا البرق، سناه لو نظر إليه إنسان خيف على بصره من قوة هذا الشعاع، ومن قوة هذا السنا فهذا وهو مخلوق مشاهد من شيء قريب؛ من السحب التي هي قريبة من الأرض، فإذا كانت هذه مخلوقات الله التي جعل فيها هذه الأنوار، فكيف بنور الخالق سبحانه؟! إذا جعل هذا النور في الشمس بحيث إنها تضيء لأهل الدنيا، وجعل هذا النور الذي في القمر بحيث إنه يضيء لمن طلع عليه. وهذه الأنوار أيضا التي في النجوم، وما فيها من هذا النور الذي يشاهد إشعاعه.
كذلك أيضًا ما في الأنوار الكهربائية التي في الدنيا هي من خلق الله تعالى. وكذلك ما جعل الله من نور النار الدنيوية؛ جعل الله فيها نورًا وجعل فيها حرارة، وذكروا أن نار جهنم ليس لاشتعالها نور بل هي مظلمة. الله تعالى قادر على كل شيء، وإذا استحضر المسلم ما في هذه الآثار من أدلة على عظمة الله تعالى احتقر الدنيا وأهلها، وعرف أنه في غاية من النقص بتعظيم الله سبحانه وتعالى وبعدم اعتنائه بعبادته وقيامه بحقوقه.