لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
شرح لمعة الاعتقاد
258290 مشاهدة print word pdf
line-top
البدع التي حدثت في القرن الأول وما بعده

هذه المحدثات حدثت بعضها في القرن الأول؛ حدثت بدعة التكفير من الخوارج الذين يرون الذنب كفرا والعفو ذنبا، والذين قاتلوا المسلمين فهؤلاء من الخوارج بدعتهم الخروج عن طاعة الأئمة وعن طاعة جماعة المسلمين؛ وحدثت بعد ذلك بدعة إنكار العلم لله تعالى، قوم قالوا: إن الله لا يعلم الأشياء حتى تحدث فسماهم العلماء مجوس هذه الأمة أو سموهم القدرية أنكروا عليهم.
حدثت بعد ذلك بدعة القدرية الذين ينكرون قدرة الله على كل شيء ويخرجون أفعال العباد عن كونها مقدورة لله؛ حدثت بعد ذلك بدعة التعطيل إنكار صفات الله تعالى الذين أنكروا أن يكون الله متكلما وأن الله فوق عرشه وأنكروا أن الله يرى أو يتجلى لعباده في الجنة أو ما أشبه ذلك؛ فسماهم السلف جهمية لأن رئيسهم هو الجهم وسموهم معطلة، والتعطيل هو تعطيل الله تعالى من صفات الكمال.
وحدثت بعد ذلك بدعة المشبهة الذين جعلوا هذه الصفات لله تعالى كصفات الخلق وفيهم في ..الجميع يقول ابن القيم رحمه الله:
لسنا نشبــه ربنــا بصفاتنا
إن المشـــبه عــابد الأوثان
كلا ولا نخليــه مـن أوصافه
إن المعطــل عـــابد البهتان
ويقول فيهم بعض السلف: المشبه يعبد صنما والمعطل يعبد عدما والموحد يعبد إلها فردا صمدا، ويقول أيضا نعيم بن حماد من شبه الله تعالى بخلقه فقد كفر ومن جحد ما أحدثه الله لنفسه من الصفات فقد كفر وليس فيما أثبت الله لنفسه تشبيه.
ويقول أيضا الحكمي رحمه الله:
واللــه لســت بجهمي ....
يقول فـي الله غـير مـا يجد
يعني: ينكر صفات الله.
أيضا ولسـت لربي مـن مشبهة
إن المشبـه هـو ومعبـوده جسد
فهذه طريقة السلف رحمهم الله. وهذه هي البدع.
كذلك أيضا حدثت بدعة الرفض الذي هو سب الصحابة؛ وحدثت بدعة الإرجاء وهو الإنكار أن تكون الأعمال من مسمى الإيمان؛ وحدثت بدعة الجبر وهو اعتقاد أن العبد ليس له اختيار وأنه مجبور على أفعاله وأشباه ذلك من البدع فيحذرها المسلم ويعلم أنها محدثات وأن كل محدثة بدعة، كل محدثة في الدين فإنها من البدع وكل بدعة ضلالة أي أن من سلكها فإنه ضال مضل.
قال: ابن مسعود رضي الله عنه اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم اتبعوا يعني اتبعوا سيرة الصحابة ولا تبتدعوا تأتوا بشيء من قبل أنفسكم ما استحسنتموه من أقوالكم تثبتونه وتجعلونه من الشريعة فقد كفيتم أي كفاكم من قبلكم.

line-bottom