شرح لمعة الاعتقاد
من لم يسعه ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين فلا وسع الله عليه
يقول المؤلف: (وهكذا من لم يسعه ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لهم بإحسان والأئمة من بعدهم والراسخين في العلم فلا وسع الله عليه) فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان على هدي السنة النبوية لم يكن يقول إلا ما هو الحق؛ والصحابة رضي الله عنهم يسمعون ذلك منه ويتقبلونه، ولم يتكلم في هذه الأمور ولا في هذه البدع ولا في القول بخلق القرآن ولا غيره.
كذلك الصحابة ما عثر على صحابي دخل في شيء من البدع، كذلك التابعون لهم بإحسان، ولو كان هناك ممن أدرك الصحابة من ابتدع كالخوارج والقدرية ونحوهم.
كذلك الأئمة الأربعة أبو حنيفة اسم> ومالك اسم> والشافعي اسم> وأحمد اسم> ؛ وكذلك من كان في عهدهم من العلماء الراسخين في العلم مثل عالم مصر اسم> الليث بن سعد اسم> ؛ وعالم الشام اسم> الأوزاعي أبو عمرو اسم> وعالم العراق اسم> سفيان الثوري اسم> وغيرهم من مشاهير العلم فإنهم كانوا علماء عاملون.
وكذلك من بعدهم كعالم خراسان اسم> عبد الله بن المبارك اسم> وكذلك شعبة بن الحجاج اسم> وأبو بكر بن أبي شيبة اسم> وكذلك أهل الحديث أهل الكتب الستة منهم البخاري اسم> ومسلم اسم> وأبو داود اسم> والترمذي اسم> والنسائي اسم> وابن ماجه اسم> والدارمي اسم> والطيالسي اسم> ونحوهم كلهم مؤلفاتهم تشهد بأنهم يقولون بهذه الأحاديث ويعتقدون ما دلت عليه، ويسيرون على نهج الأئمة ويسيرون على نهج الصحابة.
فيقرءون القرآن ومنه آيات الصفات، ويقرءون الأحاديث ومنها أخبار الصفات، ويمرونها كما جاءت.
فمن لم يسعه ما وسعهم فلا وسّع الله عليه: أي أنه تدخل فيما لا يجوز له التدخل فيه لنقف على الآيات والأحاديث التي تتعلق بالصفات لأن لها تعلق بما بعدها .
أسئـلة
أحسن الله إليكم يا فضيلة الشيخ وجزاكم الله خيرا.
س: يقول السائل: ذكر ابن بدران اسم> تأليفه على هذا ..المتن كتاب .... أن معنى قول الموفق: بلا قيد ولا معنى أي يكلون علم الصفات ومعناها إلى الله تعالى وهذا هو رأي السلف فما رأي فضيلتكم في هذا التأليف وما هو موقف ابن بدران اسم> رحمه الله تعالى في الصفات؟
سؤال> أرى أن هذا قصور وأن إنظارها ليس معناه أنهم لا يعرفون مدلولها، وإنما المراد أنهم لا يحرفونها كما فعل المتكلفون فإن المؤولين صاروا يحرفون الكلم عن مواضعه. فمذهب أهل السنة إمرارها مع اعتقاد ما تدل عليه إلا أنهم لا يكيفون.
ابن بدران اسم> من الحنابلة عاش في القرن الماضي أو أكثره، وهو في دمشق الشام اسم> انتحل مذهب أبي حنيفة اسم> وألف كتبا تتعلق بالمذهب، وكتبا أيضا تتعلق بالعلوم العقدية ونحوها، ومعلوم أن أهل زمانه ومن حوله من العلماء في بلده يغلب عليهم مذهب الأشاعرة الذي هو إقرارهم بسبع صفات فقط، وإنكار بقية الصفات وتسليط التأويلات عليها، فلعله خاف إذا صرح أن ينبذ كتابه وألا يتبع وأن يرمى بأنه مشبه فهذا الذي حمله على ذلك.
س: يقول السائل فضيلة الشيخ: ذكر ابن كثير اسم> رحمه الله تعالى في كتابه البداية والنهاية في الجزء الأول في أول الكتاب أن العرش مستدير فهل على ذلك دليل؟
سؤال> هكذا نقل عن كثير من السلف قالوا: إن العرش مقبب وأنه سقف المخلوقات؛ كأن العرش محيط بالمخلوقات، هذا لا بد أن يكون الذين تكلموا به من السلف أنهم وقفوا على شيء من الأدلة، ولعل قصدهم أن يكون الخلق كلهم معترفون بأن الله تعالى فوقهم. نعم.
س: يقول السائل: ما حكم التوفيق بين الزوجين بالسحر رأس> ؟
سؤال> لا يجوز ذلك، الذين يستعملون السحر يجلبون به مودة الزوج لزوجته، هؤلاء قد عملوا حراما، ذكر العلماء أن من السحر الصرف والعطف الصرف هو التفريق بين الزوجين وإلقاء العداوة والبغضاء بين اثنين ينصرف كل منهما عن الآخر ولو كانا صديقين أو أخوين أو زوجين وهو ما نقوله رسم> مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ قرآن> رسم> والعطف هو الإقبال الشديد يعني محبة بعضهم بعضا محبة زائدة بحيث لا يستطيع فراقه ولا يصبر عنه فيسمى هذا عطفا وكل هذا من عمل السحرة نعم.
س: يقول السائل: اشتريت مزرعة ووجدت فيها قبرا فماذا أفعل؟
سؤال> عليك أن تسور القبرين وأن تصب عليهما صبة مثلا من أسمنت كسقف عليهما وتتصرف في بقية أرضك.
س: يقول السائل: لماذا أئمة المساجد لا ينطقون بالبسملة قبل الفاتحة جهرا مع أنها في القرآن مسجلة آية؟
سؤال> اتباعا للسنة؛ فالثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يجهر بها ما يدل على أنها كتبت في أوائل السور علامة على ابتداء السورة لا أنها آية من كل سورة، ثم أيضا إن كانوا يسرون بها يقرءونها سرا كما يقرءون الاستعاذة سرا، وهذا هو الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته.
وذهبت الشافعية إلى أنه يجهر بها ولهم في ذلك أدلة وتكلفات حتى أن منهم الإمام الدارقطني اسم> ألف كتابا تاما في الجهر بالبسملة، ولما قدم على أهل مصر اسم> وعلماء مصر اسم> سألوه هل فيها حديث صحيح؟ فقال أما عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا، وأما عن الصحابة والتابعين فبلى، اعترف بأنه لم يثبت فيها حديث صحيح مرفوع وإنما هي روايات عن الصحابة ومن بعدهم. نعم.
س: يقول السائل: ما حكم القول عليك بوجه الله رأس> ؟
سؤال> نرى أن ذلك مكروه، فإنه ورد بأنه لا يسأل بوجه الله إلا الجنة، وكذلك لا يستعاذ بوجه الله إلا من النار؛ أسألك بوجهك الجنة أعوذ بوجهك العظيم من النار، فأما أن يقول: أعوذ بوجه الله منك فإن هذا داخل في النهي لا يسأل بوجه الله إلا الجنة. نعم.
س: يقول السائل فضيلة الشيخ: ما تفسير الحديث الذي ورد فيه ذكر كلام إبراهيم اسم> عليه السلام لربه يوم القيامة أنه وعده ألا يخزيه وكلام .. والكبش الذي يلقى في النار؟ وجزاكم الله خيرا.
سؤال> قال الله تعالى عن إبراهيم اسم> رسم> وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ قرآن> رسم> لما ذكر دعاءه رسم> وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ قرآن> رسم> قالوا: إن الله استجاب له أنه لا يخزيه؛ لا يخزيه يوم يبعثون، وأما عن استغفاره لأبيه فلا يقبله لأن الله اعتذر عنه بقوله: رسم> وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ قرآن> رسم> قرأها بعضهم: وعدها أباه فمعنى ذلك أنه لما استغفر لأبيه بقوله: رسم> وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ قرآن> رسم> وعده الله واستجاب دعوته بقوله رسم> وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ قرآن> رسم> يقول: يا ربي وعدتني ألا تخزيني يوم يبعثون وأي خزي من خزي أبي الأبعد؛ أبوه كان ممن أنكر عليه دعوته كما قال الله تعالى عنه لما دعاه إبراهيم اسم> قال: رسم> قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَاإِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ قرآن> رسم> فعند ذلك رسم> قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا قرآن> رسم> فاستغفر له بقوله رسم> وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ قرآن> رسم> فلم يقبل منه استغفاره، ولما علم أنه عدو لله تبرأ منه قال تعالى رسم> وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ قرآن> رسم> وقال تعالى في سورة الممتحنة رسم> قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ قرآن> رسم> رسم> إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بكم قرآن> رسم> فهذا دليل على أنه تبرأ منه.
فلما سأل ربه وقال: أي خزي أخزى من أبيه الأبعد فعاتبه الله وقال: إنه لا يصلح أن يكون من الذين ينجون ثم قيل: انظر وراءك فإذا هو بزيخ متلطخ فأخذ بقوائمه فألقي في النار يعني انقلب زيخا والزيخ هو ذكر الضباع؛ يعني أنه ألقي في النار لأنه كان معاندا غير قابل للحق. نعم.
س: يقول: هل يجوز سماع أشرطة الدكتور طارق السويدان اسم> في السيرة وقصص الأنبياء وقصة .. أشرطة الكرتون وأشرطة الأناشيد ... وغيرها؟
سؤال> أرى أشرطة السويدان اسم> في بعضها لا بأس بها، لكنه تكلف أو بالغ في ذكر شيء من الفتن والحوادث التي حدثت في عهد الصحابة رضي الله عنهم؛ فنرى عدم سماع تلك الفتن لأنها تشوه سمعة الصحابة وسمعة من حضرهم واشتغل بتلك الفتن وبتلك القتال.
فطريقة السلف أنهم يكفون عما شجر بينهم يقولون: لا نستغل بما شجر بين الصحابة ونعتقد أنهم معذورون، وأما الأفلام وأشرطة الفيديو التي فيها أفلام كرتون أو ما أشبهها، فإذا كانت للأطفال كتسلية فلعلها لا بأس بها، مع أن الأولى إشغالهم بشيء مفيد؛ يعني يفيدهم ولا يكون فيه شيء من محظور تتعلق به فطرهم، وقد تتغير الفطر إذا رأت تلك الصور المتحركة التي ينخدعون بها ويعتقدون فيها شيئا من الاعتقاد، فتجنبهم أولى، وإن كان رخص بعض المشايخ إذا كانوا يستغنون بها عن أشياء محرمة أو ما أشبه ذلك.
وأما الأشرطة التي فيها شيء من النشيد ولكن مشتملة على ضرب الدفوف أو الضرب بالطبول فالمختار عدم سماعها، وإن كانت تجوز في الأفراح يعني استعمال الدف واستعمال شيء من الصوت المباح والنشيد المباح للأفراح أو النشيد الجيد يجوز بالنسبة للنساء، فالمختار صيانة الآذان والأعين عن مثل هذا ورد يقول بعض الشعراء:
كـلام أكـثر من نلقـى ومنظـره | ممـا يشـق علـى الآذان والحـدق |
سؤال> أفتى فيه مشايخ منهم هيئة كبار العلماء بأنه بيع لا يصح، الذي وقع فيه واشترى منه قبل أن تظهر الفتوى نرى أنه يمشي على تسديده مع اعتقاده أنه بيع ليس تأجيرا؛ يستمر في تسديد الأقساط حتى تنتهي مدتها ويعتقد أيضا أن السيارة هي ليست ملكا لهم وإنما هي رهن لهم وأنها ملكا له. نعم.
س: يقول السائل فضيلة الشيخ أثابكم الله هناك من يقول أن ركعتي الفجر تنوب عن تحية المسجد فما صحة ذلك أحسن الله إليكم ؟
سؤال> صحيح لأن تحية المسجد إنما هو أن يصلي فيه ركعتين ...
مسألة>