شرح لمعة الاعتقاد
إثبات اليد لله سبحانه وتعالى
وقوله تعالى: رسم> بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ قرآن> رسم> في هذه الآية إثبات اليدين, واليدان هما صفة ذات وردت بالتثنية في هذه الآية رسم> بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ قرآن> رسم> وفي قوله تعالى: رسم> مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خلقت بيدي قرآن> رسم> صريح في إثبات اليدين وقوله تعالى: رسم> تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ قرآن> رسم> هنا ذكر اليد مفردة وقوله تعالى: رسم> بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ قرآن> رسم> .
ووردت أيضا بالجمع مضافة إلى ضمير الجمع في قوله تعالى: رسم> أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا قرآن> رسم> فذكرها هنا بلفظ الجمع, وذلك لأنه أضافها إلى ضمير الجمع فناسب أن يكون ضمير الجمع فيه جمع الأيدي والجمع للتعظيم، الله تعالى يعظم نفسه فيذكر نفسه بلفظ الجمع كقوله تعالى: رسم> إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ قرآن> رسم> رسم> إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قرآن> رسم> رسم> إِنَّا فَتَحْنَا قرآن> رسم> رسم> نَحْنُ قَسَمْنَا قرآن> رسم> هذه الآيات ذكر الله نفسه بلفظ الجمع وهو واحد.
وكذلك يذكر نفسه بلفظ الجمع بلفظ الفعل كقوله: رسم> أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ قرآن> رسم> رسم> وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ قرآن> رسم> فالضمير هاهنا بلفظ الجمع لأجل التعظيم يعظم الله نفسه بلفظ الجمع فقوله: رسم> مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا قرآن> رسم> الأيدي هنا ضمير الجمع يدل على التعظيم؛ فلما أفرد الضمير أفرد اليد رسم> تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ قرآن> رسم> لم يقل بيدنا؛ أفرده وأفرد اليد, وكذلك قوله: رسم> بِيَدِكَ الْخَيْرُ قرآن> رسم> لم يقل: بأيديك ذكره بلفظ المفرد؛ لأن الضمير مفرد رسم> بِيَدِكَ قرآن> رسم> ولم يقل بيدكم, فإذا جاءت مفردة؛ فهي للجنس, وإذا جاءت مجموعة؛ فهي للتعظيم, وإذا جاءت مثناة فهي للتثنية.
فهذه صفة ذات وجاءت أيضا في الأحاديث الكثيرة مثل قوله صلى الله عليه وسلم: رسم> يمين الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه وبيده الأخرى القبض أو القسط يخفض ويرفع متن_ح> رسم> فأثبت لله تعالى في هذا الحديث صفة اليدين وكان دائما يقسم بقوله: رسم> والذي نفسي بيده متن_ح> رسم> يعني أنه أثبت لله تعالى اليد, وأخبر بأن نفوس العباد بيده تعالى.
وذكر ابن كثير اسم> رحمه الله عند تفسير قوله تعالى في سورة الزمر: رسم> وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ قرآن> رسم> ذكر أحاديث كثيرة فيها مثل قوله: رسم> يقبض الله السماوات بيده والأرض بيده الأخرى ثم يهزهن فيقول أنا الملك أين ملوك الأرض رسم> وكذلك الحديث الذي فيه: رسم> أن الله يضع السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع ثم يهزهن فيقول أنا الملك متن_ح> رسم> وأحاديث كثيرة فيها قبض الله تعالى المخلوقات بيديه, وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم رسم> أن الله يقبضها بيديه وأنه يهزهن ويقول: أنا الملك أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون متن_ح> رسم> .
وفي لفظ يقول: رسم> لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار رسم> والأحاديث كثيرة في إثبات صفة اليد لله تعالى واليدين.
وقد أنكر ذلك المعتزلة والأشعرية ونحوهم, وادعوا أن اليد هنا بمعنى النعمة رسم> لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ قرآن> رسم> أي: بنعمتي, أو بقدرتي, وهذا تأويل صرف للفظ عن ظاهره, ولو كان كذلك لقال إبليس وأنا خلقتني بقدرتك وسائر المخلوقات خلقتها بقدرتك فما مزية آدم اسم> الذي قال رسم> لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ قرآن> رسم> .
لا شك أن هذا تحريف للكلم عن مواضعه وإبطال لدلالة النصوص الذين قالوا رسم> لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ قرآن> رسم> أي: بقدرتي أو بنعمتي، ثم إن في الآية التثنية بيدي فهل يقال: بقدرتين, أو بنعمتين؛ نعم الله كثيرة وتفرد ويراد بها الجنس رسم> وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ قرآن> رسم> فلذلك هذا التأويل بعيد, وقد تكلف المؤولون حتى ذكر بعضهم كابن حجر اسم> في فتح الباري: أن لليد ثلاثين معنى أو عشرين معنى تطلق عليها اليد، ولكن إنما تلك اصطلاحات إذا قالوا مثلا إن في حديث عروة بن مسعود اسم> قوله لأبي بكر اسم> رسم> لولا يد لك عندي لم أكافئك عليها لأجبتك متن_ح> رسم> يريد باليد: المنة أو العطية وما أشبهها, فإنه أراد بذلك أنك أعطيتني بيدك وذلك لأنه أعانه في شيء تحمله أعانه بمال دفعه بيده.
فالحاصل أن عند أهل السنة أن اليد صفة من صفات الله تعالى أثبتها الله تعالى لنفسه وإذا أثبتنا اليد أو أثبتنا الوجه فإننا ننزهها عن مشابهة الخلق؛ عن مشابهة صفات المخلوقين؛ عن وجه المخلوقين وعن يد المخلوقين لقوله تعالى: رسم> لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ قرآن> رسم> فليس لله تعالى مثل في صفاته ولا في أفعاله.
مسألة>