إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
shape
شرح لمعة الاعتقاد
258298 مشاهدة print word pdf
line-top
إثبات صفة النزول لله تعالى

من الأحاديث أيضا أحاديث كثيرة دالة على الصفات فعلية وذاتية, أشرنا إلى أحاديث وردت في صفة اليدين, وفي صفة اليمين لله تعالى, وفي صفة الوجه, وكذلك ذكر المؤلف هاهنا حديث النزول ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا فيقول: من يسألني فأعطيه من يدعني فأستجيب له حتى يطلع الفجر وفي لفظ: هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له هل من سائل فأعطيه .
هذا الحديث كبر وثقل على المعتزلة والأشاعرة؛ فإن فيه ما يخالف معتقدهم, فلأجل ذلك؛ أنكروه فرده كثير, وقالوا: إنه ضعيف؛ مع أنه في الصحيحين, وعن عدد من الصحابة؛ لم ينفرد به أبو هريرة ؛ بل رواه كثير من الصحابة رضي الله عنهم والذين نقلوه هم الذين نقلوا بقية الأحكام, فإذا رددناه؛ رددنا كثيرا من الأحكام, فلأجل ذلك؛ يقبله أهل السنة, في عقيدة أبي الخطاب المشهورة يقول:
قـالوا الـنزول فقلـت ناقلـه لنـا
قـوم هـم نقلـوا شريعـة أحمـد
قـالوا فكـيف نزولـه فـأجبتهـم
لـم ينقـل التكـييف لي في مسـند
نقول: صحيح أن الذين نقلوه هم الذين نقلوا الشريعة فكيف نقبل الشريعة الأخرى ونرد هذا إذا رددناه فإن طعنا في روايتهم في رواية الثقات الذين نقلوه فلذلك أثبته أهل السنة كما جاء.
وقد شرحه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب مستقل اسمه شرح حديث النزول أطال في مقدمته وبين قول أهل السنة في إثبات النزول كما شاء الله وكما يشاء؛ كما أن الله تعالى أثبت لنفسه المجيئة وَجَاءَ رَبُّكَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ وأثبت ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر أن الله تعالى: يجيء يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده فكيف مع ذلك نرد هذه الأحاديث؟! وكذلك أيضا الذين أنكروا هذه الصفات من الأشاعرة ولو كانوا أئمة وعلماء تأولوها فقالوا: ينزل ربنا أي ينزل أمره أو تنزل رحمته, كما أول ذلك النووي في شرح مسلم, ثقل عليهم؛ وذلك لأنهم تلقوا العقيدة عن مشايخ وثقوا بهم فرسخت تلك العقيدة في نفوسهم فصعب عليهم أن يأتيهم شيء يخالف ما يعتقدونه فسلطوا التأويلات على هذه الأحاديث؛ تأويلات بعيدة.
فنحن نثبته كما أثبته الله ونقول الله أعلم بكيفية النزول, وإذا قالوا: هل يخلو منه العرش؟ قلنا: الله أعلم أثبت الله تعالى لنفسه المجيء وأثبت نبيه النزول في آخر كل ليلة وأثبته أيضا في عشية عرفة أن الله ينزل وأنه يباهي بالحجاج ملائكته, وغير ذلك من الأحاديث هذا من الصفات الفعلية صفة النزول.

line-bottom