لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
شرح لمعة الاعتقاد
272256 مشاهدة print word pdf
line-top
رأي الفرق الأخرى في كلام الله عز وجل

أما نفاة الكلام من المعتزلة: فادعوا أن الله لا يتكلم تعالى الله عن قولهم؛ ونفوا صفة الكلام التي هي صفة كمال فتنقصوا الرب تعالى غاية التنقص؛ أما الأشاعرة فإنهم أثبتوا صفة الكلام ولكن ثقل عليهم إثباتها كما هي فادعوا أن كلام الله هو المعنى ليس هو الحروف وادعوا أن الكلام فيض يفيض على أنه يسمع بالآذان وهذا في الحقيقة أيضا إنكار لحقيقة الكلام؛ يزعمون أن كلام الله تعالى معاني غير مسموعة ومما يستدلون به بيت ينسبونه إلى الأخطل يقول فيه:
إن الكـلام لفي الفـؤاد وإنمـا
جعل اللسان على الفـؤاد دليلا
هذا دليلهم على أن الكلام هو المعنى لا أنه هو اللفظ وبئس الدليل.
فنقول لهم أولا: أن هذا الشاعر كافر لأنه نصراني ومعلوم أن النصارى لا يستدل بكلامهم وذلك لأنهم ضلوا في مسالة الكلام وادعوا أن عيسى عليه السلام هو نفس الكلمة هذا من حيث العموم؛ ثم نقول: أيضًا هل هذا ثابت أم لا بحث العلماء عن هذا البيت فلم يجدوا له دليلا ما وجد في ديوان الأخطل الديوان المشهور وكذلك لم يكن مشهورا يعني استدلوا به دلالة واضحة.
ثم أيضا نحن نقول:
قبـحا لمن نبذ الكتـاب وراءه
وإذا استدل يقـول قــال الأخطل
تتركون دلالة القرآن ودلالة الأحاديث ودلالة كلام العرب وتعتمدون على هذا البيت الذي لا يدرى من قائله وتنسبونه إلى الأخطل يقول ابن القيم في النونية:
ودليلهــم فــي ذاك بيت قالـه
فيمـا يقـال الأخطل النصرانـي
أي أنه ليس ثابتا ثم أنتم تأتيكم الأحاديث التي في الصحيحين وتقولون: لا نقبلها لأنها أخبار آحاد مع أنها مروية بأسانيد صحيحة ثابتة ليس في إسنادها طعن وتردونها، وتقولون: أخبار آحاد لا ينبغي أن تبنى عليها العقائد؛ لأن العقائد لا تبنى على الظنون، والآحاد إنما تفيد الظن وأنتم مع ذلك تعتمدون هذا البيت الذي لا يدرى من قائله وليس له إسناد.
وذكر بعضهم أن لفظ البيت:
(إن البيان لفي الفؤاد) ليس (إن الكلام) ثم إن قدر أنه ثابت فمع ذلك تقدمونه على الأدلة الصريحة كهذه الآيات فإنها صريحة في إثبات أن الكلام هو المسموع، ليس الكلام هو ما في القلب أو ما في النفس أو ما في الضمير والعرب لا تعرف الكلام إلا ما يسمع بالأذن، وأما ما يكون في القلب فلا يسمى كلاما؛ ومن القواعد الأصولية أنه لا ينسب للساكت كلام لا يقال إنه متكلم ما دام ساكتا.
ونقول أيضًا: إن نفي الكلام يعتبر نقصا؛ ومن الأدلة عليه قول الله تعالى: وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ هذا عيب أعاب الله إلههم بأنه لا يكلمهم فدل على أن نفي الكلام نقص فالذين قالوا: إن الله لا يكلم عباده تنقصوه كما يتنقص ذلك العجل الذي هو جسد له خوار لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا.
فعرفنا أن المعتزلة أنكروا أن يكون الله تعالى متكلما.

line-bottom