شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
shape
شرح لمعة الاعتقاد
258311 مشاهدة print word pdf
line-top
الغلو في علي رضي الله عنه

وكذلك آخرون من الذين وقعوا في هذا الغلو الذي هو رفعه صلى الله عليه وسلم إلى مقام لا يستحقه إلا الله تعالى، بل لم يقتصروا عليه غلو في غيره كالرافضة في غلوهم في علي رضي الله عنه غلوا زائدا؛ بحيث وصفوه بأوصاف لا يستحقها إلا الله في قصيدة لواحد منهم يقال له: المزيدي بحريني الجنسية وصف عليا بقوله:
................................
وأنت على كـل شـيء قديــر
وغير ذلك من الأوصاف التي فيها المبالغة، نعوذ بالله فالذين بالغوا في وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأوصاف لا يستحقها إلا الله. لا شك أن هؤلاء تجاوزوا الحد ولو قالوا: إن ذلك دليل محبتنا له، فإنا نقول: المحبة لها حدود.

line-bottom