إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
شرح لمعة الاعتقاد
219342 مشاهدة
مناقب أبي بكر وأفضليته

فأفضل الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم أبو بكر رضي الله عنه.
وسمي الصديق، نزل فيه قول الله تعالى: وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ فالذي جاء بالصدق النبي صلى الله عليه وسلم، والذي صدق به هو أبو بكر هكذا، وقيل: إنه لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أسري به، وجاءوا إلى أبي بكر وقالوا: إن صاحبك يقول: إنه ذهب البارحة، ووصل بيت المقدس ووصل السماء ثم رجع، فقال: صدق إني أصدقه في أعجب من ذلك؛ أصدقه في خبر السماء. فسمي بالصديق رضي الله عنه لقوة تصديقه.
لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم نوَّب أبا بكر وقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس فراجعه بعض نسائه أن يقدم عمر فأكد وقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس فكان هو إمامهم يصلي بهم تلك الأيام التي لم يستطع النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي بهم إلى أن توفي النبي صلى الله عليه وسلم، فلما توفي اتفق الصحابة رضي الله عنهم على أن يقدموا أبا بكر خليفة عليهم، وقالوا: رضينا بدنيانا من رضيه النبي صلى الله عليه وسلم لديننا. فبايعوه.
ولما بايعوه وارتدت العرب الذين حولهم الأعراب وقالوا: لو كان محمد نبيا ما مات. فثبت الله تعالى أبا بكر وتم الأمر له، وقاتل المرتدين وأرسل من يقاتلهم، فاجتمعت الكلمة وتمت البيعة له ونشر الله تعالى الإسلام وتمكن بواسطة مبايعة هذا الخليفة رضي الله عنه، ما طالت خلافته قيل: إن بعض الأعداء سقوه سما.