القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
شرح لمعة الاعتقاد
273059 مشاهدة print word pdf
line-top
أبو بكر أول من آمن بالنبي وصاحب هجرته

فأبو بكر من السابقين الأولين إلى الإسلام، وممن يواسي النبي صلى الله عليه وسلم بماله، ثم هو صاحبه في السفر في سفر الهجرة، لما عزم النبي صلى الله عليه وسلم على الهجرة قال له: الصحبة يا رسول الله، فقال: الصحبة كان عند أبي بكر ناقتان قد أعدهما للسفر، فقال: خذ واحدة منهما يا رسول الله, فقال: بالثمن يعني: تورعا، ثم لما عزم على الخروج كان المشركون قد هموا بقتله، خرج هو وأبو بكر ليلا حتى اختبأ في غار ثور ومكثا به ثلاثة أيام، وبعدما هدأ الطلب جاءهما الأجير ابن فهيرة ومعه الناقتان، فركباها وتوجها إلى المدينة ووصلا إليها جميعا في نحو عشرة أيام؛ يسيرون ويختفون حتى وصلوا.
ذكر الله تعالى ذلك في قوله: إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا فمدحه بقوله: إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا في بعض الروايات أن أبا بكر قال: يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى قدميه لرآنا، فقال: ما ظنك باثنين الله ثالثهما يعني: حرسهما ربهما وحجبهما، فكان ذلك فضيلة له.

line-bottom