شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
شرح لمعة الاعتقاد
219354 مشاهدة
أبو بكر أول من آمن بالنبي وصاحب هجرته

فأبو بكر من السابقين الأولين إلى الإسلام، وممن يواسي النبي صلى الله عليه وسلم بماله، ثم هو صاحبه في السفر في سفر الهجرة، لما عزم النبي صلى الله عليه وسلم على الهجرة قال له: الصحبة يا رسول الله، فقال: الصحبة كان عند أبي بكر ناقتان قد أعدهما للسفر، فقال: خذ واحدة منهما يا رسول الله, فقال: بالثمن يعني: تورعا، ثم لما عزم على الخروج كان المشركون قد هموا بقتله، خرج هو وأبو بكر ليلا حتى اختبأ في غار ثور ومكثا به ثلاثة أيام، وبعدما هدأ الطلب جاءهما الأجير ابن فهيرة ومعه الناقتان، فركباها وتوجها إلى المدينة ووصلا إليها جميعا في نحو عشرة أيام؛ يسيرون ويختفون حتى وصلوا.
ذكر الله تعالى ذلك في قوله: إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا فمدحه بقوله: إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا في بعض الروايات أن أبا بكر قال: يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى قدميه لرآنا، فقال: ما ظنك باثنين الله ثالثهما يعني: حرسهما ربهما وحجبهما، فكان ذلك فضيلة له.