إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
شرح لمعة الاعتقاد
272923 مشاهدة print word pdf
line-top
أبو بكر الصديق يجمع خصال الخير

سنذكر مثلا من فضائل أبي بكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في حقه إني قلت لكم: إني رسول الله، فقلتم: كذبت. وقال أبو بكر صدقت وواساني بنفسه، وبماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي ونذكر مثل قوله -صلى الله عليه وسلم- ما نفعني مال أحد ما نفعني مال أبي بكر أي: لم ينفعني مثل مال أبي بكر ومن فضائله أن النبي -صلى الله عليه وسلم- شهد له بالجنة وبدأ به في قوله: أبو بكر في الجنة إلى آخره.
وأنه قال لما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أبواب الجنة، وأن بابًا للصائم يدعى معه الصائمون، وبابًا للمتصدقين يدعى معه المتصدقون، وبابًا لأهل الصلاة يدعى معه المصلون، وبابًا لأهل الجهاد يدعى معه المجاهدون إلى آخره.
فقال أبو بكر فهل يُدعى من تلك الأبواب كلها أحد، قال: نعم وأرجو أن تكون منهم يعني أن أبا بكر يدعوه هؤلاء لأنه من أهل الصدقة، ويدعوه مع هذا الباب آخرون؛ لأنه من أهل الصلاة، وآخرون مع هذا الباب لأنه من أهل الزكاة، وآخرون مع هذا الباب لأنه من أهل الجهاد، يدعى من جميع الأبواب لأنه جمع خصال الخير؛ فلذلك قال: أرجو أن تكون منهم أي ممن يدعى مع تلك الأبواب كلها.
وكذلك أيضا لما سأل صحابته فقال: من أصبح منكم صائما؟ قال أبو بكر أنا، وقال: من عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبو بكر أنا. من تصدق منكم على مسكين ؟ قال أبو بكر أنا، فقال: ما اجتمعن في شخص إلا دخل الجنة .
وكذلك زكاه بالإيمان لما ذكر مرة بقرة تتكلم، فتعجب الناس فقال: آمنت بذلك أنا وأبو بكر وعمر .
وكذلك من فضائله أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصحبه دائما لم يتخلف عن صحبته من فضائله أنه صحبه لسفر الهجرة من مكة إلى المدينة منفردين متعرضين للأخطار، ولكن الله تعالى حماهما من وقت خروجهما حتى وصلا إلى المدينة لا شك أن ذلك كله دليل على فضله -رضي الله عنه- وله الفضائل الكثيرة.

line-bottom