إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
shape
شرح لمعة الاعتقاد
258221 مشاهدة print word pdf
line-top
سبب ذكر فضائل الصحابة

ولعل السبب في ذكر فضائلهم، والاهتمام بها الرد على أعدائهم، -وهم الروافض- الذين يسبونهم، فإن الروافض لما اعتقدوا كفر الصحابة، واعتقدوا نفاقهم، وعداوتهم ، وجعلوهم كلهم منافقين، ولم يتولوا إلا أشخاصا قليلين منهم.
فإنهم أخذوا يتتبعون أكاذيب لفقوها تقدح في صحبتهم، وتقدح في عدالتهم، فحشدوا في مؤلفاتهم ما هو كذب لا أصل له، وما غُير عن وضعه، وما غُير عن ما هو عليه، وصاغوه بصياغة فيها شيء من البلاغة في الكذب حتى ينفروا عنهم، وحتى جعلوا فضائلهم مثالب لهم.
ذكر عن بعضهم أن أبا بكر ما خرج مع النبي -صلى الله عليه وسلم- محبة له من مكة وإنما أراد أن يمكر به، ولكن حماه الله من مكر أبي بكر كما يقولون ذكروا أيضا أن أبا بكر هو الذي حاول أن يقتل عليا وأنه جاء إليه وهو بحجرته، وقال: اخرج وبايع وإلا قتلناك، وأحرقنا عليك حجرتك عليك وعلى أهلك، وكذلك يقولون: إنه فعل ذلك أبو بكر وعمر فلذلك كانوا يتتبعون الروايات الصحيحة ويجعلونها مثالب ويختلقون أو يؤجرون من يكذب لهم في مثالب الصحابة -رضي الله عنهم- كل ذلك من حقد لهم، وبغض لهم على صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

line-bottom