الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
shape
شرح نظم البرهانية
106449 مشاهدة print word pdf
line-top
أدلة من ورَّث الإخوة مع الجد

وأما الذين ورثوا؛ ورثوا الجد والإخوة وشركوا بينهم، فإنهم يقولون: إن الجد يدلي بالأب يقول: أنا أبو الأب والأخ يدلي بالأب يقول: أنا ابن الأب، أنت أبو الأب وأنا ابن الأب، وإذا كنت أنت أبوه فأنا ابنه، فكلانا متساوون في أننا نجتمع في أبيه، ويضربون لهم أمثالاً، فيقولون مثلاً: إن الشجرة إذا كان لها عروق ولها أغصان، فمعلوم أن الميت وإخوته هم الأغصان والأجداد هم العروق، الميت هم الأغصان وإخوته والأب هو ساق الشجرة، والأجداد هم عروق الشجرة فيقولون: أغصان الشجرة بعضها مع بعض. إذا قطع أحدها فالماء الذي يشربه يعود إلى بقية الأغصان، وأما العروق فإنها بعيدة عن الأغصان؛ فمثلوا الميت بأنه هو وإخوته كالأغصان. أبوه هو الساق، أجداده هم العروق، فيقولون: الأغصان أقرب إلى الساق من العروق إلى الساق. هذا تمثيل. ومثلوا ثانيًا: لأبو الميت بجدول ماء يجري، انفرج هذا الجدول وصار ثلاث جداول، فإذا سد واحد منها فإن الماء الذي كان يجري معه يرجع إلى الآخرين، وهم الإخوة ولا يرجع إلى الأصل الذي هو منبع الماء، فيقولون: المنبع هو الجد والأب، والجداول الثلاثة التي تفرقت هم الميت وإخوته، فيجعلون هذا مثالا.

line-bottom