الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
80220 مشاهدة
إلزام المدرس الطلاب بالطهارة لمن أراد مس المصحف ولو كان دون البلوغ


س 61: وسئل -رعاه الله- هل يلزم مدرس القرآن الكريم الطلاب الصغار دون البلوغ بالوضوء وعدم مس المصحف إلا على طهارة أم لا؟
فأجاب: نعم؛ فالمختار اشتراط الطهارة من الحدثين لمس المصحف فيعم ذلك الصغير كالكبير، ولو كان الطفل ليس له نية ولا قصد فإن وليه أو مؤدبه ينوي عنه رفع الحدث، وذلك من باب التأديب والتعليم، فعلى المدرس أن يعلمهم احترام القرآن منذ نعومة أظفارهم، وأن يشدد عليهم في أمر الطهارة واجتناب النجاسة؛ ليحترموا المصاحف والمساجد، ويعتادوا في صغرهم التطهر والوضوء والتحفظ عن الأحداث، ويعرفوا نواقض الوضوء، وذلك مما يساعدهم على محبة المساجد واحترامها ونظافتهـا، ومحبة كلام الله ومعرفة مكانته في النفوس؛ لينشئوا على علم ويقين بأهمية القرآن وعظم شأنه.