إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) logo تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
95455 مشاهدة print word pdf
line-top
عدم إتقان المدرس لعمله والعجلة فيه ورفضه المساعدة في التصحيح


س 25: وسئل -رعاه الله- ما نصيحتكم لبعض إخواننا المدرسين الذين يستعجلون في تصحيح إجابة الاختبار، وكذا بعض إخواننا المدرسين الذين يمتنعون عن مساعدة إخوانهم المدرسين في التصحيح إذا دعت الحاجة، والذين هم من نفس التخصص؟ وما قولكم في بعض المدرسين الذين تسند إليهم مراجعة المادة بعد تصحيحها فلا يعطونها حقها من الاهتمام؟ وما رأيكم في بعض المدرسين الذين ينجزون تدقيق نتائج الامتحان النهائي لمدرسة أخرى غير مدرستهم بعجلة متناهية، مما يفوت عليهم كثيرًا من الملاحظات والأخطاء؟ أفتونا مأجورين.
فأجاب: إن على المدرسين جميعًا العمل في إخراج النتائج كاملة كما ينبغي ويجب أن يدقق في التصحيح ومعرفة ما يستحقه كل طالب بدون عجلة أو تساهل، ولو تأخر في العمل، ولو وصل النهار بجزء من الليل، فإن واجبه إعطاء كل ذي حق حقه بدون بخس أو زيادة؛ حيث إن العجلة والسرعة الشديدة قد تفوت عليه الكثير من الملاحظات، فإما ألا يتفطن للأخطاء والنقائص، وإما أن يتجاوز الحد فيزيد لمن لا يستحق الزيادة، أو يفوته ما أملاه الطالب من الدقة وغوامض الاستنباطات التي يستحق عليها التشجيع ومنح درجة أو درجات، فمتى تأنى وصبر وتتبع الكلام أوله وآخره بتأمل وتفكير فإنه يعطي كل ذي حق حقه.
ثم إن التصحيح لجميع المواد من واجب المدرس، ولو لم يقم بتدريسها فلا بد أن يتعاون مع غيره وأن يتساعدوا جميعًا على التصحيح، حتى يخرجوا النتائج سريعة، وإن كان الأصل أن كل مدرس يقوم بتصحيح المواد التي يتولى تدريسها ويعرف بتصحيحها، وليس بمسئول عن غيرها، ولكن من باب التعاون والحرص على الإسراع في إخراج النتائج، وإراحة الطلاب الذين ينتظرون خروجها بفارغ الصبر؛ ونظرًا لأن المدرس قد يكون عنده فراغ في بعض الأيام نقول: إن امتناعه من التصحيح يعتبر كسلا وقلة الاهتمام، وهو مما ينافي المروءة والتعاون بين الإخوان والطاعة للرؤساء وولاة الأمور.
وهكذا يقال في التدقيق الذي هو تتبع الجواب بعد أن يصححه المدرس الأول، فإنه بحاجة إلى آخر يقوم بتدقيقه والنظر في جمع الدرجات، وإعطاء كل جملة ما عليها من الدرجة، فأرى أن من أمر بتولي هذا التدقيق أن يقوم به كاملًا بدون تضجر أو ملل، ولو كان لغير الطلاب الذين تولى هو تدريسهم، ولو لم يكن من مسمى عمله، لكن ذلك من باب التعاون على الخير ومن باب طاعة أولي الأمر، وعليه التأني في التدقيق وعدم العجلة حتى تتم النتيجة كما ينبغي.
وهكذا يقال في تدقيق النتائج التي هي جمع درجات المواد لكل طالب والتحقق من صحة الجمع الأول، أو وقوع غلط في جمع درجات جميع المواد، فنقول: إن على من أسند إليه تدقيق هذا الجمع وتتبع جميع المواد ألا يعجل في ذلك؛ فإنه من باب التعاون مع إخوانه، فربما أسرع في الجمع فوقع زيادة أو نقص، فلا بد من التأني في جمع المواد ليظهر ما وقع فيه الأولون من خطأ أو نقص.

line-bottom